تلاميذ الباسيج.. بارود إيران الذي يُشعل حرب اليمن

الخميس 13 فبراير 2020 02:45:22
تلاميذ الباسيج.. بارود إيران الذي يُشعل حرب اليمن

من أجل الزج بهم إلى الجبهات التي تشعلها عبر أذرعها الإرهابية في دول المنطقة، أقدم النظام الإيراني على تجنيد أطفال في المدارس لإرسالهم إلى ميادين القتال، لا سيّما لدى المليشيات الحوثية.

وكشفت تقارير إيرانية، أنّ النظام الحاكم يستهدف تلاميذ المدارس من خلال عمليات غسيل الدماغ، ضمن برامج مؤسسة "باسيج" التلاميذ أو تعبئة التلاميذ، مؤكّدةً أنّ النظام يفتخر بتجنيد الأطفال والدفع بهم في معارك مسلحة.

وذكَّرت التقارير، بتصريح المرشد الإيراني علي خامنئي في هذا الصدد، حين قال: "لقد استشهد أكثر من 36 ألف تلميذ في الحرب مع العراق، ويجب أن نفخر بدور المعلمين في إعداد التلاميذ لهذا الأمر، حيث يجب على التلميذ أن يسلك طريق الجبهة في أي ظرف".

ويمارس النظام الإيراني برامج وأساليب تدفع أطفال المدارس نحو النظرة العسكرية بالقوة، عن طريق إخضاعهم لتدريبات بدنية ونفسية تُعدهم للمشاركة النشطة في الحروب والمواجهات العسكرية المحتملة.

وتعمل إيران على تجنيد الأطفال وتدريبهم عسكريًّا عن طريق مؤسسة "تعبئة التلاميذ" التابعة لقوات الباسيج، والمدرجة في صفوف قوات الحرس الثوري، والتي تأسست عبر قوانين حكومية في أعقاب الحرب العراقية-الإيرانية.

هذه المؤسسة تعمل على برامج لإعداد وتدريب الأطفال، ومنها جذب الأطفال للتطوع في مؤسسة التعبئة، والقيام بتدريبات نفسية عن طريق دورات ثقافية وحماسية، والمشاركة في معسكرات عن طريق إجراء مناورات وتدريبات على حمل السلاح والمشاركة في أعمال تطوعية تنظمها المدرسة التابع لها التلاميذ.

وأبرز المناسبات التي تدفع فيها مؤسسة التعبئة التلاميذ للمشاركة فيها، هي ذكرى إحياء الثورة الإيرانية، وذكرى الحرب مع العراق، والتي تشوبها فعاليات حماسية، سواء على المستوى النفسي أو التحفيزي العسكري للأطفال.

وتحمل قوانين مؤسسة تعبئة الأطفال مفارقة خطيرة تعمل على عدم انتقاد النظام من قبل وزارة التربية والتعليم أو البرلمان، وهي حظر إنشاء معسكرات تدريبية عسكرية للأطفال داخل المدارس، بينما تتيح إقامة هذه المعسكرات خارج أسوار المدرسة.

ويمكن القول إنّ الدعم الإيراني للحوثيين على مختلف الأصعدة مثّل أحد أهم الوسائل التي مكّنت المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.

وبعدما حاولت إيران إخفاء دعمها المسلح للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، خرجت طهران بتصريح غير معتاد، كشفت فيه عن دعمها لهذا الفصيل الإرهابي.

ففي أول مرة تكشف فيها إيران عن مدى قدرة تواجدها الفعلي في اليمن منذ بدأت الحرب قبل خمس سنوات، أكّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إنّ طهران تمكَّنت من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين واليمن عبر قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في إطار مساعيها لتصدير الثورة الإيرانية.

رضائي في مقابلة بثتها قناة الميادين، هاجم السعودية وزعم أنّ المملكة تعرضت لضعف شديد وباتت غير قادرة على مواجهة دولة فقيرة كاليمن، وأضاف: "الخطوة الثانية للثورة الإيرانية بدأت بمواجهة اقتصادية وسياسية وعسكرية جادة مع أمريك.. هدف إيران في المواجهة الجديدة هو إخراج الولايات المتحدة من المنطقة ونحن جادون للغاية".

وبالحديث عن تجنيد الأطفال، فإنّ هذه الظاهرة تمثّل جريمة شديدة البشاعة اقترفتها المليشيات الحوثية، وقد اتهم التحالف العربي، في ديسمبر الماضي، مليشيا الحوثي بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّ التحالف يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.

وفي الفترة الأخيرة، قدَّمت المليشيات الحوثية عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".