خلية الميسري ولعبة المراوغة.. تفاصيل جديدة عن مؤامرة الإخوان على عدن
السبت 15 فبراير 2020 01:14:01
بالتزامن مع انقضاء المدة الزمنية لتنفيذ اتفاق الرياض قبل أكثر من أسبوع، كان حزب الإصلاح الإخواني يدبر خطته التي تستهدف إحكام قبضته على الجنوب وعاصمته عدن.
الخطة الإخوانية التي أعدّها المدعو أحمد الميسري تضمَّنت محاولة الزج بقوات إلى عدن على النحو الذي إحداث انفلات أمني عبر انتشار هذه المليشيات التابعة للإخوان، تتم الاستعانة بها بين حينٍ وآخر للسيطرة على عدن، إلا أنّ القوات الجنوبية كانت حاضرةً بقوة عندما أجهضت هذه المؤامرة.
تفاصيل الخطة كشفتها مصادر مطلعة، نُسب إليها القول إنّ الميسري تواصل مع قيادات الإخوان فيما يُسمى "الجيش" في محافظات مأرب والجوف وشبوة، حيث تمّ الاتفاق على تجهيز قوات وإعدادها تحت غطاء الحماية الرئاسية، وذلك في تفسير خاطئ لبنود اتفاق الرياض.
ومن أجل أن يُمرر الميسري قواته، فقد تواصل مع قيادة التحالف العربي حول الاستعداد لتنفيذ الاتفاق في خطوة مراوغة مفضوحة كان يهدف من وراءها الميسري إلى مآرب أخرى، تستهدف في نهاية المطاف فرض واقع عسكري على العاصمة عدن، تكون فيه الكلمة العليا لحزب الإصلاح.
المصادر تقول إنّ هذه التحركات الإخوانية كانت محاولة استباقية تخوفًا من أن يقبل المجلس الانتقالي الجنوبي على خطوات صارمة بعد إفشال حزب الإصلاح لتنفيذ بنود اتفاق الرياض.
وعلى الرغم من كل ذلك، والاستعداد الإخواني الضخم لتنفيذ هذا المخطط من خلال غرفة عمليات أدارها الميسري، إلا أنّ المؤامرة تمّ إجهاضها مبكرًا وفي خطوتها الأولى وذلك عند أول حاجز أمني للقوات الجنوبية في مدخل العاصمة عدن، عندما منعت نقطة العلم دخول أي قوة عسكرية إلى عدن، وأجبرت هذه العناصر على التراجع.
وترفض المليشيات الإخوانية سحب قواتها من محافظتي أبين وشبوة وإعادتها إلى معسكراتها الأصلية في مأرب، كما ينص اتفاق الرياض، وتتشبث بالفقرات التي تنص على إعادة انتشار لواء عسكري من قوات الحماية الرئاسية في العاصمة عدن.
في المقابل، أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي مرونةً في تنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض، بالشكل الذي ينسجم مع جوهر الاتفاق الذي رعته السعودية، فيما يسعى حزب الإصلاح لتحويل الاتفاق إلى حصان طروادة لإعادة تصدير مليشياته إلى عدن والمحافظات الجنوبية والسعي في الوقت ذاته لتفكيك قوات الحزام الأمني والنخب التي لعبت الدور الأبرز في تحرير المحافظات الجنوبية من المليشيات الحوثية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.