بوادر انتفاضة قبلية ضد الحوثيين في قعطبة.. ما القصة؟
السبت 15 فبراير 2020 02:18:44
في الوقت الذي تواصل فيه المليشيات الحوثية العمل على تحشيد مزيدٍ من المدنيين من أجل الزج بهم إلى ساحات القتال، فاحت من مديرية قعطبة بمحافظة الضالع رائحة انتفاضة قبلية في وجه الحوثيين.
القصة تعود إلى لقاء عقدته قيادات حوثية بمدرسة بيت الشوكي على الحد الجنوبي من مخلاف العود بمديرية قعطبة، استدعت خلاله الأهالي وطالبتهم بالحشد لجبهات القتال بالمحافظة، في ظل سخط قبلي ومعارضة شديدة.
واستقدمت قيادات حوثية، بينها مشرف المليشيات بقطاع عزاب المدعو أبو حسن القحيف والقيادي الحوثي أبو يعقوب سفيان مسؤول قطاع باب غلق، عناصر تابعة لها من مناطق شليل وباب غلق، وبعض القرى التي ينحدرون منها على الحد الجنوبي بمخلاف العود، وعقدت لقاءً في مدرسة بيت الشوكي بعزلة الأعشور، حضرته عناصر متحوثة من المنطقة وبعض أهالي قرى بيت الشوكي وعزاب والقدم وبيت الشرجي، وغيرها من القرى الواقعة تحت سيطرتها بمديرية قعطبة.
القيادات الحوثية طالبت خلال اللقاء، الأهالي بالحشد الشعبي للقتال إلى جانبهم في جبهات باب غلق والجب وبتار، مستخدمة "صفقة القرن" غطاء لفعاليتها التحشيدية التي جاءت متزامنة مع مماثلة لها في الحد الشرقي من العود.
وفيما عبّر عن بوادر انتفاضة في وجه المليشيات، فقد رفض الأهالي هذه الدعوة الإلزامية من قيادة المليشيات، وعلى الرغم من مشاركة البعض في هذه الندوة إلا أنّ رفضوا الحشد إلى الجبهات.
قيادة المليشيات الحوثية اعتبرت ذلك بداية لتمرد قبلي، وبخاصةً ومنطقة بيت الشوكي التي تعمَّدت المليشيان عقد اللقاء على أرضها، لكسر هيبة أهلها، لمعرفتها المسبقة بمعارضتهم للمشروع الحوثي، فضلا عن أن أول رصاصة تحرر أطلقتها بندقية محمد مرشد الشوكي، في معركة الغزو المفاجئ للحد الجنوبي من مخلاف العود، في مارس 2018 من قبل المليشيات.
إقدام المليشيات الحوثية على هذا الحشد يأتي في وقتٍ تعرّضت فيه لخسائر مدوية، ففي محافظة الحديدة، تكبَّدت الملشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة رغم ما تتلقاه من دعم عسكري بشكل مكشوف من قبل النظام الإيراني، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين بينهم قيادات عسكرية كبيرة في مواجهات بمحافظة الحديدة.
وقال بيانٌ صادرٌ عن ألوية العمالقة، أمس الخميس، إنّ "القوات المشتركة كبّدت مليشيا الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح إثر اشتباكات عنيفة اندلعت عند محاولة المليشيات التسلل والهجوم على مواقع القوات شرقي مدينة الدريهمي جنوبي الحديدة".
وتصدت القوات المشتركة للهجوم الحوثي بصلابة وكبدت المليشيات عشرات القتلى والجرحى، وأجبرتها على التراجع، بحسب البيان، كما تمكَّنت القوات المشتركة من تدمير أسلحة من عتاد المليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، اعترفت المليشيات الحوثية بمقتل ستة من قياداتهم الميدانية في المعارك، وقد تمّ تشييع جثامينهم خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تمّ تشييع أمس الأربعاء كلٍ من العقيد عبداللطيف صالح الغفري، والعقيد معين عبدالله مرعي، والعقيد عبد البديع عبدالرب الحوثي، والعقيد علي يحيى الوجيه في صنعاء.
ميدانيًّا أيضًا، واصلت إيران الدعم العسكري للمليشيات الحوثية، حيث وصلت أسلحة وصواريخ حديثة إلى الحوثيين عبر ميناء الحديدة، وتستغل المليشيات ميناء الحديدة لأغراض عسكرية في خرق لاتفاق السويد، ليس الأول من نوعه.