الانتقالي في مواجهة إرهاب الشرعية.. من المرونة والتهدئة إلى التحذير والوعيد
على مدار أكثر من ثلاثة أشهر في أعقاب توقيع اتفاق الرياض حافظ المجلس الانتقالي الجنوبي على هدوئه المعتاد في مواجهة مناوشات الشرعية التي حاولت دفعه نحو المواجهة العسكرية لإعادة الأوضاع في الجنوب في نقطة الصفر، غير أن الوضح أخذ في التغيير بعد أن استخدم المجلس عبارات تحذيرية لمليشيات الإخوان التي تستمر في إرهابها وترفض تنفيذ بنود الاتفاق.
ويرى مراقبون أن سياسية المجلس الانتقالي التي قامت بشكل أساسي على الالتزام ببنود الاتفاق والتهدئة المستمرة في وجه إرهاب الشرعية استهدف تفويت الفرصة على العناصر الإرهابية المهيمنة على الشرعية والتي سعت بكافة السبل إلى إرباك الجنوب والتحالف العربي من أجل تحقيق مصلحة أطراف دولية رفضت الاتفاق منذ بدء مفاوضات جدة، وأن المجلس كان لديه من الحنكة والمسوؤلية اللازمة بما منع من انفجار الأوضاع في الجنوب.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية فشلت في إيجاد مبررات مقنعة للتحالف العربي لتفسير عدم إقدامها على تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وأن ذلك جعلها في موقف ضعيف، واضطرت للارتكان على أن الاتفاق يحقق مصالح المجلس الانتقالي في حين أن مليشيات الشرعية كانت قد تلقت هزائم متتالية منذ اندلاع أحداث أغسطس من العام المنقضي.
ويعد استخدام أسلوب التهديد والوعيد في الوقت الحالي مطلوباً، لأن المجلس لم يخرق التزاماته بالاتفاق ولكنه يريد إيصال رسالة بقدرته على الرد في أي لحظة، وأنه مستعد تماماً لمواجهة إرهاب الشرعية في شبوة وأبين والمهرة، غير أن الأمر بحاجة إلى مزيد من الضغوطات على الشرعية لإرغامها على تنفيذ بنوده.
وجه عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، اليوم، تحذيرًا ناريًا للأدوات الإخوانية المسيطرة على قرار حكومة الشرعية، مشيراً إلى إن الخطر الذي يتهدد فرص حسم الحرب مع مليشيات الحوثي الإيرانية يتمثل بقيام الأدوات الإخونجية المسيطرة على قرار الشرعية بحرف مسار مجريات المعركة باتجاه الجنوب المحرر لدواعي الهيمنة وتفقيس الإرهاب، وهو الأمر الذي لن يقبله الجنوبيين، وسيقود حتما لمئالات لا تحمد عقباها.
طالب مجلس يافع العام في بريطانيا، المجلس الانتقالي الجنوبي بالتصدي للمؤامرة الكبرى على الجنوب العربي، وندد بمناورة الشرعية بإطلاق عدد من الأسرى دون تحرير القائد محمد أحمد الفيضي أبو سام، نائب مدير أمن محافظة لحج، وقائد قوات مكافحة الإرهاب بالمحافظة، رغم الاعتصامات السلمية المتكررة أمام مقر التحالف العربي في العاصمة عدن.
وطالب البيان، التحالف العربي بالانتباه إلى مخططات الاحتلال اليمني للتوجه إلى الجنوب والتكالب على ثرواته، بدلا من التوجه عسكريا إلى الشمال لتحرير صنعاء وتحريرها من مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا.
وحذر من الصفقات السياسية بين جناح الإخوان في حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي ضد الجنوب والقوات الجنوبية المسلّحة، مشيراً إلى تعطيل حكومة الشرعية، اتفاق الرياض، ومساعي الإخوان لعرقلة تنفيذه بنوده، ومحاولة إدخال مليشيا إخوانية إلى المحافظات الجنوبية.
واستعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها، أمس الأحد، مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية والسياسية، على الساحة الجنوبية، وتطرق الاجتماع إلى المحاولات الاستفزازية لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، في محافظات سقطرى وشبوة وأبين.
واعتبرت الهيئة تزامن محاولات مليشيا الحوثي فتح جبهتين جديدتين في كل من يافع والمسيمير بمحافظة لحج، مع استفزازات مليشيا الإخوان في شبوة وأبين، وإعادة تفعيل نشاط الخلايا الإرهابية في المناطق الوسطى بمحافظة أبين، دليلا قاطعا على التنسيق بين جميع تلك الأطراف.
وحذرت من أن أهداف التنسيق بين الأطراف الثلاثة يهدف إلى إعادة احتلال الجنوب، وإسقاطه في أتون الفوضى.