نهب مخيم نازحي نهم.. رقص حوثي على أشلاء الضعفاء

الأربعاء 19 فبراير 2020 03:26:18
نهب مخيم نازحي نهم.. رقص حوثي على أشلاء الضعفاء

في الوقت الذي يتألم فيه الملايين حول العالم من المآسي التي يحياها ملايين السكان جرّاء الحرب العبثية الحوثية، فإنّ المليشيات ترتكب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات التي تستهدف المدنيين الأبرياء.

ففي مديرية نهم شرقي محافظة صنعاء، أقدمت المليشيات الحوثية على نهب مخيم الخانق للنازحين، وهو أكبر مخيم يمني، بعد أن فر منه النازحون جراء المواجهات التي دارت في المناطق القريبة من المخيم.

وقالت مصادر إغاثية إنّ المليشيات الحوثية نقلت الخيام والمواد الإيوائية التابعة للمخيم، على متن شاحنات إلى مناطق في بني حشيش والحتارش في صنعاء.

والهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي على مخيمات النزوح بمأرب ونهم في محافظة صنعاء كانت قد أجبرت النازحين على مغادرة تلك المخيمات على النزوح مجددًا فرارًا من نيران القصف المتعمد.

وأضافت المصادر أنّ الأحداث الأخيرة تسببت بنزوح أكثر من 3500 أسرة من مديرية مجزر بمأرب في حين نزحت 400 عائلة من مديرية نهم و1500 عائلة من مخيم الخانق في نهم.


وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أمس الأول الأحد، أنّ تصاعد المواجهات المسلحة في عديد مناطق بمحافظات مأرب والجوف وصنعاء، منذ منتصف يناير الماضي، أجبر ما لا يقل عن 4700 أسرة على الفرار.

وقالت منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليز جراندي، في بيان، إنّ الشركاء قدموا في المجال الإنساني الغذاء الطارئ، ومستلزمات النظافة، ومواد الإيواء، والمياه المنقذة للحياة، وخدمات التغذية والحماية للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة في تلك المناطق.

وأضافت أنّ اليمن يعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج حوالى 80% من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، مُحذِّرةً من أنّ 10 ملايين يمني على بعد خطوة من المجاعة، و7 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية.

وعلى مدار السنوات الماضية، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الجرائم والانتهاكات التي أعاقت توزيع المساعدات الدولية وهو ما أدّى إلى إقدام العديد من الأطراف إلى التحذير بتعليق هذه المساعدات التي لم تسلم من النهب والسطو الحوثي.

وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على سرقة المساعدات الإغاثية والإنسانية على نحو يهدف في المقام الأول إلى مضاعفة الأعباء على السكان والمدنيين، بما يعمل على مضاعفة الأزمة.

أحدث الجرائم الحوثية في هذا الصدد كشفتها الأمم المتحدة، عندما أعلن برنامج الغذاء العالمى تعرُّض مخازنه للنهب من قبل مجموعة حوثية مسلحة، فى محافظة حجة.

وقال البرنامج، في بيان اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إنّ المجموعة المسلحة قامت باقتحام أحد المخازن التابع لبرنامج الأغذية العالمى فى محافظة حجة وأخذت 127.5 طن من المساعدات الغذائية.

وأدان برنامج الأغذية العالمى بشكل قاطع هذه التدخلات فى عملياته الإنسانية، وشدَّد على ضرورة السماح لبرنامج الأغذية العالمى بتقديم المساعدات الغذائية الضرورية إلى الأسر الأكثر احتياجًا وفقًا للمبادئ الإنسانية الدولية.

وسبق لبرنامج الغذاء العالمى أن اتهم مليشيا الحوثى فى أكثر من مناسبة بنهب مساعدات الفقراء، ووصف فى يونيو الماضي المليشيات بأنها "تسرق الطعام من أفواه الجوعى" بعد التأكد من سرقتها حصة 33% من المساعدات المخصصة للمحتاجين الذين يدعمهم الغذاء العالمي.

وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر قد اتهمت أيضًا ميليشيا الحوثى بنهب المساعدات ومنع تنفيذ نصف مشاريع المنظمات غير الحكومية العاملة فى المجال الإنسانى وطرد بعض موظفى تلك المنظمات وموظفى الأمم المتحدة بدون أى أسباب.

وأشارت مولر إلى تدخل المليشيات فى العمليات الإنسانية ومحاولاتها التأثير باختيار المستفيدين من تلك المساعدات والشركاء المنفذين، ومحاولة إلزام المنظمات الإنسانية بالعمل "فى ظروف تتناقض مع المبادئ الإنسانية".

كما نددت بممارسات مليشيا الحوثى فى الجانب الإنسانى وإعاقتها لوصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها بشكل منتظم.

ويمكن القول إنّ سرقة المساعدات تمثّل أحد أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، والتي أحدثت حالة إنسانية شديدة البشاعة.