قتلٌ وتجنيدٌ واضطهاد.. ماذا فعل الحوثيون بالأطفال؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات على صعيد واسع.
ففي محافظة حجة التي تعد من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.
ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.
وهناك قيادات حوثية ضالعة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب.
وتعمل القيادات الحوثية على إغراء المدنيين براتب شهري زهيد، إلى جانب وسائل الترهيب، ومن لا يتعاونون معهم في إرسال أبنائهم للقتال يعتبرون منافقين وعملاء ومرتزقة ويجب محاربتهم، ما يجعل الآباء والأمهات يوافقون مكرهين.
ومثّل "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعةً التي اقترفها الحوثيون، حيث زجّت المليشيات بعددٍ كبير من الأطفال إلى الجبهات بعدما عملت على تدريبهم عسكريًّا وتلقينهم بمواد طائفية تدفعهم نحو القتال إلى جانب المليشيات.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أصدر بيانًا الأسبوع الماضي، جدَّد فيه دعوته كل الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة إلى أن تعمل، منذ المراحل المبكرة لجميع عمليات السلام، على "دمج كافة أحكام حماية الطفل في جميع مفاوضات السلام واتفاقات وقف إطلاق النار،" بما في ذلك التركيز على "حقوق الأطفال ومصلحتهم الفضلى."
وفي ديسمبر الماضي، اتهم التحالف العربي، مليشيا الحوثي بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّه يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.
وفي الفترة الأخيرة، قدَّمت المليشيات الحوثية عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".