نقل قيادات المليشيات للخارج.. بين مراوغة الحوثي والغطاء الأممي
في مراوغة خبيثة غير مستغربة من الحوثيين، تواصل المليشيات الحوثية استغلال الرحلات الطبية الأممية، من أجل قيادات لها لخارج اليمن لمواصلة لعب دور مشبوه، سواء سياسيًّا أو إعلاميًّا يساهم في إطالة أمد الحرب.
مليشيا الحوثي أدرجت عددًا من قياداتها العسكرية المُصابة في قائمة الجسر الطبي، الذي تشرف عليه منظمة الصحة العالمية.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ مليشيا الحوثي تبحث مع الأمم المتحدة نقل عدد من قياداتها التي أصيبت في المعارك والغارات للعلاج خارج اليمن، وأضافت أنّ المليشيات طلبت رحلة خاصة لنقل الجرحى إلى سلطنة عمان.
وأضافت المصادر أنّ الحوثيين يحاولون استغلال الرحلة الطبية لنقل عدد من قياداتها إلى الخارج للالتحاق بفريقها المفاوض في العاصمة العمانية مسقط، وكذلك فرقها الإعلامية في الضاحية الجنوبية ببيروت.
واستطاع الحوثيون مؤخرًا إخراج فريق إعلامي بينهم القيادي حمود شرف الذي ظهر فجأة في بيروت، حيث تستغل المليشيات الرحلات الخاصة للأمم المتحدة في نقل قياداتها من وإلى خارج اليمن.
هذه المراوغة الحوثية تندرج ضمن مؤامرة المليشيات تستهدف إطالة أمد الحرب إلى أطول وقتٍ ممكن، وذلك عبر أكثر من صعيد سواء سياسيًّا أو إعلاميًّا، من خلال نقل قيادات بارزة للخارج تتوارى وراء غطاء الأمم المتحدة بغية الاشتراك في المؤامرة الحوثية.
مثل هذه المراوغات تعطي كثيرًا من التأكيدات حول نوايا الحوثي الخبيثة لإطالة أمد الحرب، بعدما توصلت القوات المشتركة في الحديدة إلى اتفاق جديد مع مليشيا الحوثي لعقد هدنة برعاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
وتضمنت بنود الهدنة الجديدة، وقف الأعمال العسكرية في جميع أنواعها بمديرية حيس، ووقف الاعتداءات على نقاط الرقابة وإبقاء نقاط الرقابة في نقاط التماس مسرح لعمليات ضباط الارتباط فقط.
وجاء في الاتفاق أنّه يعتبر أي قصف صاروخي أو مدفعي من كلا الطرفين انتهاكًا للهدنة ويعتبر مؤشرًا للتعصيد العسكري من قادة الطرف المعتدي، كما أنه يمنع ضرب أي تسلل أو تجمعات مشبوهه من أي طرف الا بعد إبلاغ ضباط الارتباط في غرفة العمليات الثلاثية في سفينة الأمم المتحدة.
وشملت البنود منع أي تحليق للطيران بأنواعه وإيقاف الغارات الجوية، وكذلك الالتزام بوقف إطلاق النار في كل جبهات ومديريات الحديدة، مع دعوة بعثه الأمم المتحدة لسرعة نشر مراقبيين ضمن نقاط الرقابة الخمس إلى جانب ضباط الارتباط.
وفي الوقت الذي يُنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره نقلة مهمة نحو تحقيق السلام في محافظة الحديدة، فإنّ هذا المسار لن يكون مجديًّا بحالٍ من الأحوال ما لم يكن مدعمًا بإجراءات صارمة تنفذها الأمم المتحدة تضمن إنجاح أي تحرك نحو إحلال السلام.