وائل والفوضى الحوثية.. عمود قاتل يرسم الحزن في حفل زفاف
لم يكن يعلم "وائل" أنّ ذهابه إلى حفل زفاف صديقه سيكون مشهد النهاية، ففرحته الغامرة بـ"فرحة صديقه" وتعليقه لوحة تهنئة على أحد الأعمدة كانت هي لحظة رحيله.
ففي شارع العدين الرئيسي بمدينة إب، لقي شاب عشريني مصرعه، جراء ماس كهربائي، بسبب أسلاك كهربائية مكشوفة، لمولدات كهرباء يملكها قيادي في مليشيا الحوثي.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ الشاب وائل العمري توفي جراء ماس كهربائي ناجم عن أسلاك ضغط عالي، لافتًا إلى أنها تتبع أحد قادة مليشيا الحوثي، يستغل أزمة الكهرباء ببيعها عبر مولدات.
وأضافت أنّ الضحية، كان يشارك في زفاف صديقه، وتطوع لتعليق لوحة تهنئة بالزفاف على أحد أعمدة الإنارة بشارع العدين.
وأشارت إلى أنّ أسلاك الكهرباء صعقته، بينما حاول البعض إنقاذه دون جدوى، مؤكدة نقله إلى المستشفى بعدما فارق الحياة.
وأصبح قطاع الكهرباء مجالا رائجاً للاستثمار في المحافظات الخاضعة لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وسط تفاقم ظاهرة أسلاك الضغط العالي العشوائية.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، عمل هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران على صناعة فوضى أمنية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما يرمي إلى ضمان فرض سيطرته الغاشمة على هذه المناطق.
تواصل محافظة إب دفع ثمن خضوعها لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، التي تعيث في أرض المحافظة فسادًا وإهمالًا.
وقال سكان إب إنّ مليشيا الحوثي، منذ سيطرتها على المحافظة ومركزها الرئيسي في منتصف أكتوبر 2015، بددت الأجواء المدنية التي كانت تشتهر بها محافظتهم، ونشرت مليشياتها متعددة الأذرع والتكتلات غير المنسجمة فيما بينها، والفوضى الأمنية وأعمال العنف التي تحصد يوميًّا ضحايا مدنيين.
وضمن المخطط نفسه، واصلت المليشيات الحوثية إغلاق العديد من المحلات والمراكز التجارية في مدينة إب، مركز المحافظة، مشترطين على مالكيها دفع إتاوات وجبايات مالية مقابل السماح بإعادة فتحها.
التدهور الاقتصادي والتجاري في المدينة يرافقه انفلات أمني، يغذي الصراعات البينية بين أجنحة المليشيات الحوثية في إب.
وتتعمَّد المليشيات الحوثية صناعة فوضى أمنية على مختلف الأصعدة من أجل ضمان بسط سيطرتها الغاشمة على هذه المناطق.
يسود هذا الأمر في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، ومنها محافظة إب التي تشهد انفلاتًا أمنيًّا كبيرًا في ظل خضوعها لسيطرة المليشيات الحوثية، وقد سجَّلت المحافظة ارتفاعًا كبيرًا في الظواهر الإجرامية، ومنها اختطاف وقتل الأطفال.
وتتعمد المليشيات الحوثية السماح للعصابات الإجرامية أن تعيث في أرض "إب" جُرمًا وفسادًا، وذلك ضمن مخطط زرع الفوضى في المحافظة، بغية ضمان فرض السيطرة عليها عملًا على خدمة أجندة الانقلابيين، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، سجَّلت محافظة إب سقوط 11 قتيلًا وجريحًا في حوادث أمنية متفرقة.