التحالف العربي يبدأ أولى خطوات فك تلاحم الحوثي والإصلاح
رأي المشهد العربي
لم تدرك مليشيات الإصلاح أن تحالفها مع المليشيات الحوثية الإرهابية قد يتعرض لأي نوع من الانتكاسات في ظل عملية تسليم وتسلم الجبهات التي جرت خلال الفترة الماضية، غير أن نجاح قوات التحالف العربي في تضييق الخناق على المليشيات الحوثية في جبهات نهم والجوف أحبط مخططها الذي كان يسير باتجاه تقسيم التركة بكل راحة ارتكانًا على هيمنة الإخوان على قوات الجيش اليمني.
في مواجهة تحالف الحوثي والإصلاح بدا أن هناك تعاون وتنسيق من نوع آخر بين قوات التحالف العربي والقوات الجنوبية والمقاومة الوطنية، هذا التنسيق أفضى إلى إلحاق خسائر فادحة بالمليشيات الحوثية في جبهات الضالع والساحل الغربي ومأرب ونهم والجوف، وحاول تضييق الخناق على تهريب السلاح عبر محافظة المهرة.
الخسائر التي لحقت بالمليشيات الحوثية على تلك الجبهات دفعتها لانتقاد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، لأول مرة منذ فترة طويلة بحجة أنه لم يتحدث في إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن على الهزائم التي منيت بها في جبهات الحديدة ونهم والجوف باعتبارها تصعيدًا من قبل قوات التحالف، وهو ما يعني أن تعاونها مع الإصلاح قد تشوبه العديد من المشكلات خلال الفترة المقبلة.
لعل ما يبرهن على أن عملية إجهاض تحالف الحوثي والإصلاح تسير في الطريق السليم، لأن الطرفين عقدا اجتماعات ثنائية مكثفة خلال الأيام الماضية رعتها قطر في محاولة للبحث عن ترميم التصدعات التي أصابت التلاحم بينهما بعد أن تجاهل التحالف العربي خيانات قوات الجيش اليمني وصوب ضرباته باتجاه المليشيات الحوثية.
يمكن القول بأن نجاح قوات التحالف في خلخلة تحالف الإصلاح والحوثي جرى بمعاونة القوات الجنوبية التي تولت إلحاق الهزيمة بالمليشيات الحوثية في جبهة الضالع، وكذلك فإن المقاومة الوطنية أيضًا كان لها دور في هذا الأمر في جبهة الحديدة، وهو ما انعكس سلبًا على موقف العناصر المدعومة من إيران في الشمال.
الخاسر الأكبر مما يجري حاليا هي مليشيات الإخوان الإرهابية المهيمنة على الشرعية لأن تحقيق مزيد من النجاحات لقوات التحالف العربي سيفقدها العديد من المكاسب التي توصلت إليها عبر الاتفاقات السرية مع المليشيات الحوثية.