الهجوم على جريفيث.. قراءة في المرواغة الحوثية
منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، أجادت المليشيات الحوثية لعب دور المراوغة في محاولة لتبرئة نفسها من الاتهامات التي تحاصرها من كل اتجاه.
المليشيات الحوثية لجأت في الفترة الأخيرة، إلى الهجوم على المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، وذلك في محاولة للتنصل من التصعيد الذي يجري في الوقت الراهن في الساحل الغربي.
كما أنّ هجوم مليشيا الحوثي على جريفيث، تزامن مع تصاعد الاتهامات الدولية للمليشيات بسرقة المساعدات الإنسانية وعرقلة وصولها إلى مستحقيها.
الهجوم الحوثي الجديد وفق مراقبين، يأتي من بوابة مساعي المليشيات للاستثمار في الجانب الإنساني بهدف الحصول على مكاسب سياسية أو ميدانية.
وزادت فضائح الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على صعيد واسع في الفترة الماضية، حيث كثّفت من الهجوم على الأحياء السكنية المأهولة بالسكان في محافظة الحديدة على وجه التحديد.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات الحوثية فُضِحت جرائمها في ملف المساعدات الإنسانية، وهي جرائم مروعة وثقتها التقارير الدولية التي حمّلت المليشيات مسؤولية تفاقم المآسي الإنسانية.
وأمس الجمعة، اتهمت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، بمنع نصف برامج المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.
وقالت الوكالة إنّ السلوك الحوثي، بمثابة تكتيك قوي الذراع لإجبار منظمات الإغاثة على منحهم سيطرة أكبر على الحملة الإنسانية الضخمة، إلى جانب قطع مليارات الدولارات في المساعدات الخارجية، وفقًا لمسؤولي المساعدات والوثائق الداخلية.
وبحسب وثائق أممية، فإنّ الحوثيين يعارضون جهود الأمم المتحدة لتشديد الرقابة على حوالي 370 مليون دولار في السنة التي تقدمها وكالاتها بالفعل لمؤسسات حكومية تسيطر عليها المليشيات، ومن المفترض دفع هذه الأموال كرواتب، لكن أكثر من ثلث الأموال التي أنفقت العام الماضي نهبتها المليشيات.
وقيّدت المليشيات الحوثية الإرهابية حق الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها بمجموعة من الشروط التي ترفضها وكالات الإغاثة، وذلك جزئيًّا لأنها ستمنح الحوثيين نفوذًا أكبر على من يتلقى المساعدات.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّ عرقلة الحوثيين أعاقت العديد من البرامج التي تغذي السكان الذين يتضورون جوعًا تقريبًا وتساعد النازحين بسبب الحرب الأهلية التي دامت ما يقرب من 6 سنوات.
وكان مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة قد قال إنّ وضع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثي وصل حد الانهيار.
وأضاف أنّ تعطيل الحوثيين للمساعدات الإنسانية أعاق العديد من البرامج التي تمد السكان الذين يتضورون جوعًا بالمواد الغذائية، وتساعد النازحين الذين فرُّوا من ديارهم بسبب الحرب المتواصلة منذ ما يقرب من 6 سنوات.
وأكد المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته،أن أكثر من مليوني مستفيد تأثروا بشكل مباشر.
وعلى مدار السنوات الماضية، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الجرائم والانتهاكات التي أعاقت توزيع المساعدات الدولية وهو ما أدّى إلى إقدام العديد من الأطراف إلى التحذير بتعليق هذه المساعدات التي لم تسلم من النهب والسطو الحوثي.