المليشيات تأكل نفسها.. خلافات حادة تضرب أسرة زعيم الحوثيين
وصلت الخلافات التي تنخر في عظام المليشيات الحوثية حدًا غير مسبوق، بعدما تفجَّرت خلافات حادة داخل أسرة زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
الخلافات تعود إلى صراعات على السلطة والنفوذ بين أقطاب الجماعة المدعومة إيرانيا، بحسب مصادر "المشهد العربي" التي قالت إنّ هناك خلافات بين يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم المليشيات والمعين وزيرًا للتربية في حكومة المليشيات غير المعترف بها, وابن عمه القيادي محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.
الخلافات جاءت عقب تصاعد خلاف يحيى الحوثي والقيادي النافذ أحمد حامد المعين من المليشيات مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء والمحسوب على جناح محمد الحوثي .
وتوعد يحيى الحوثي بإقالة "أحمد حامد"، واتهمه بالفساد وسرقة المساعدات وابتزاز المنظمات والإساءة لصورة المليشيات, ورفع تقريرًا إلى شقيقه زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
وكشفت المصادر عن رفض محمد الحوثي إقالة أحمد حامد, مبررًا موقفه بما وصفه عدم التفريط فيما سماهم "الرجال المخلصين"، وما اعتبرهم "المؤمنين الأوائل"، وهي الصفة التي تتداولها المليشيات في إشارة للقيادات الحوثية خلال الحروب الستة.
وبرر محمد الحوثي بوجود يحيى الحوثي في ألمانيا ينعم بالرفاهية، بينما كان مع أحمد حامد في جبال صعدة يحاربان النظام السابق.
ونبهت المصادر إلى أن يحيى الحوثي يلقى دعما القيادي مهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى, الذي سبق وأن حاول إقالة مدير مكتبه "أحمد حامد" غير أن زعيم المليشيات طالبه بالتمهل.
وكان يحيى الحوثي قد اتهم القيادي أحمد حامد بالفساد وابتزاز المنظمات، بعد توقف المشاريع التي كان يشرف عليها في قطاع التربية ويحصل منها على مبالغ بالعملة الصعبة.
وقال يحيى الحوثي إن أحمد حامد وعبر ما يسمى المجلس الوطني لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية يعمل على ابتزاز المنظمات وعرقلة مشاريعها ومنع توزيع الأغذية حتى تتلف، لاتهام المنظمات بتقديم أغذية فاسدة, وإجبارها على فرض ضرائب على المساعدات.
تنضم هذه التفاصيل إلى وقائع كثيرة من الخلافات التي ضربت معسكر المليشيات الحوثية من الداخل، والتي تقع في أغلب الحالات بسبب صراعات على النفوذ والأموال.
والأسبوع الماضي، دبت خلافات قوية بين قيادات رفيعة المستوى في مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، حول مبلغ 350 مليون ريال رصدت لمسابقة إعلامية وهمية.
واستطاع وزير الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها ضيف الله الشامي الحصول على نحو 350 مليون ريال كدعم من حكومته وتبرعات من تجار ورجال أعمال لإقامة مسابقة وهمية باسم " فرسان الإعلام " .
وبرر وزير الإعلام المسابقة باستقطاب الكفاءات والكوادر الإعلامية المبدعة للعمل في وسائل الإعلام التابعة للمليشيات, غير أنّ الأموال الكبيرة التي جمعت للمسابقة, أدخلت وزير الإعلام الحوثي في خلافات مع القيادي الحوثي النافذ أحمد حامد ( أبو محفوظ ) المعين من المليشيات مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية.
ويسعى القيادي النافذ أحمد حامد لأن تكون المسابقة تحت إشراف مكتبه باعتباره المشرف على ما يسمى الهيئة الإعلامية التابعة للحوثيين والتي تملك وسائل إعلامية تلفزيونية وإذاعات و صحف ومواقع، فيما يرى وزير الإعلام أن المشروع جاء من وزارته.
ووصل أمر الخلافات إلى حد الاقتتال بين عناصر المليشيات، ففي محافظة إب، تطوّرت الخلافات بين أجنحة مليشيا الحوثي في مناطق العود جنوب محافظة إب القريبة من جبهات شمال مديريَّة قعطبة التابعة لمحافظة الضالع، إلى اشتباكاتٍ مسلحة، الأسبوع الماضي.
ووقعت خلافات وانقسامات كبيرة داخل قيادة المليشيات الحُوثية في بلاد العود العليا جنوبي محافظة إب، وصلت إلى اشتباكات مسلّحة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.
وأكد سكان محليون ومصادر مطلعة أنّ اشتباكات مسلحة اندلعت بين جماعة يقودها المدعو أبو قيس المراني من محافظة صعدة وأخرى بقيادة المدعو علي الشامي المكنى بـ"أبي سفيان"، من مديريَّة السدة بمحافطة إب.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الخلافات تكاثرت بشكل ملحُوظ في الفترة الأخيرة بين قيادات المليشيات نتيجة للانكسارات والضربات القوية التي تلقتها كتائب الحسين الحُوثية في جبهات شمال محافظة الضالع على أيدي القوات الجنوبية.
هذا الأمر عكس حجم الخلافات التي تعاني منها المليشيات الحُوثية، نتيجة الصراع بين قياداتها العسكرية والسياسية المصنفة بـ"القناديل والزنابيل".
وتعيش مليشيا الحُوثي المدعومة من إيران، أزمة داخلية هي الأكبر منذ سنوات، بفعل إتساع فجوة الخلافات بين قياداتها من الصف الأول، وانتقال الصراع بين أجنحتها المختلفة إلى العلن.