إجراءات سياسية وتصعيد دولي.. الانتقالي يحاصر الشرعية في الجنوب
كثف المجلس الانتقالي الجنوبي من جهوده التي تستهدف تضييق الخناق على مليشيات الشرعية في الجنوب، وفي الوقت ذاته يحاول قدر الإمكان الإمساك بزمام الأمور وعدم السماح بانفلات الأوضاع بما يحقق رغبة الشرعية، وهو ما انعكس على تصعيّد الانتقالي على المستويات السياسية الداخلية والدولية لفضح ممارسات الشرعية وإرغامها على العودة لاتفاق الرياض.
وبالرغم من الدعوات المتتالية بضرورة الإسراع في الحسم العسكري، غير أن الانتقالي ينفذ سياسية النفس الطويل بالتوازي مع التحضير سياسياً وعسكرياً لأي إجراءات قد يجد نفسه مرغماً عليها في المستقبل، وهو ما ينعكس على تصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية للقوات المسلحة الجنوبية والأحزمة الأمنية في عدد من المحافظات الجنوبية.
وبالنظر إلى الموضوعات التي تناقشها هيئة المجلس الانتقالي في اجتماعاتها الدورية كل أسبوع فإن مواجهة الشرعية تظل العنوان الأبرز في كل النقاشات التي جرت على مدار الشهرين الماضيين ما يعني تكثيف الجهود التي تصب باتجاه التعامل مع احتلال المليشيات لمحافظة شبوة وبعض مناطق محافظة أبين وعدم السماح بتمدد تلك العناصر الى العاصمة عدن.
واستعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها اليوم الأحد، معوقات القوى الإخوانية في حكومة الشرعية أمام تطبيق اتفاق الرياض، موضحة أن الاتفاق يفرض تنفيذ الجانب السياسي المتعلق بتعيين محافظ للعاصمة عدن ومدير أمنها، والتشاور لتشكيل الحكومة، وانسحاب مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية من أبين وشبوة إلى مأرب.
وطالبت التحالف العربي بتوجيه مسار الأمور نحو تطبيق اتفاق الرياض، وفقا لآليته وجدوله الزمني المحدد في بنوده، وشددت الهيئة على ضرورة إلزام حكومة الشرعية بالوقف الفوري لتجنيد قوى الإرهاب وتحشيدهم لتفجير الأوضاع العسكرية والأمنية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب.
وفي الشأن التنظيمي، أطّلعت الهيئة على تقارير أداء رئاسة الجمعية الوطنية ولجانها، وتقارير أداء دوائر الأمانة العامة والقيادات المحلية بالمحافظات، بالإضافة إلى تقرير مُقدم من وحدة شؤون المفاوضات.
وعلى جانب آخر ينظم وفد المجلس الانتقالي الجنوبي في جنيف، غدا الاثنين، عددا من الفعاليات، بالتزامن مع انعقاد الدورة 43 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في جنيف.
وتشمل الفعاليات، ندوة حقوقية بعنوان " مضامين السلام في اتفاق الرياض "، بحضور وفود حكومية ومنظمات دولية، بالإضافة إلى عرض فلم وثائقي حول القضية الجنوبية.
ويعتزم الوفد عقد لقاءات مع ممثلي عدد من المنظمات الدولية وشخصيات أكاديمية مهتمة بالشأن الجنوبي، لإطلاعهم على معاناة شعب الجنوب، نتيجة تنصل حكومة الشرعية من التزاماتها الخدمية.
وقال عبد الرحمن المسيبلي، ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي في جنيف، إن تقرير دائرة حقوق الإنسان في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، تضمن جُملة من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية في العاصمة عدن ومحافظة شبوة، بالإضافة إلى الاعتداءات الحوثية على محافظتي الضالع وأبين، وكشف عن اعتزامه رفع التقرير إلى المفوضية السامية، وتوزيعه على الوفود والمنظمات الدولية المشاركة في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان.
وكذلك اعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، حملات مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، لاعتقال كبار السن والأطفال في جردان، استمرارا لسياسات القمع والإذلال لأبناء المحافظة.
وأضاف، في بيان له أمس السبت، أن المليشيا الإرهابية دأبت على انتهاكاتها ضد أبناء شبوة، منذ اجتياح المحافظة في أغسطس الماضي، ونبه إلى أن تزايد صلف المليشيات الإخوانية، يمثل مبررا لأبناء شبوة في حماية أنفسهم والدفاع عن أسرهم، والوقوف صفا واحدا في وجه همجية المليشيات.
وأشار المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، إلى عدوان المليشيات الإخوانية خلال الشهر الماضي على مناطق لقموش في مديرية حبان.
ودعا المجلس في بيانه جميع المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى الإطلاع بدورها الإنساني في رصد وتوثيق جرائم الانتهاكات مليشيا الإخوان في شبوة تجاه المدنيين.