هل تتحول الشرعية لدمية متحركة بيد محور الشر؟

الاثنين 24 فبراير 2020 20:01:00
هل تتحول الشرعية لدمية متحركة بيد محور الشر؟

رأي المشهد العربي

في وقت سابق كان من الممكن تفسير قرارات الشرعية على أنها مواربة لمحور الشر الإيراني التركي القطري، بحيث تضمن اللعب على جميع الأحبال وهي استراتيجية تجيديها مليشيات الإخوان الإرهابية المهيمنة على الجزء الأكبر منها، غير أن ما جرى مؤخرًا بالتحديد في أعقاب إقالة محافظ المهرة راجح باكريت يدفع باتجاه التأكيد لأنها أضحت دمية متحركة بيد هذا المحور يحركها كيفما يشاء.

هناك جملة من القرارات التي تبرهن على التقارب الكبير بين الشرعية ومحور الشر، على راسها تبرع قوات الجيش اليمني التابع إليها بالجبهات التي كانت يسيطر عليها في الشمال إلى المليشيات الحوثية، من دون أي مواجهة على الأرض ما مكن الحوثي من السيطرة على مواقع جغرافية كبيرة في الجوف ومأرب ونهم، وكذلك فإن الشرعية تدعم بقرارها الأخير – إقالة محافظ المهرة – للابتعاد خطوات أكثر عن اتفاق الرياض وتصّعيب مهمة التحالف العربي الذي يحاول تنفيذ بنوده.

على مدار الأشهر الماضية لم تتوقف أذرع الشرعية الممثلة في المدعوين الجبواني والميسري عن توجيه الاتهامات الجزافية إلى التحالف العربي، كما انخرطا في تحالفات مباشرة مع أنقرة والدوحة بهدف نشر الفوضى في الجنوب.

كما وظفتهما الشرعية لخدمة أغراضها في التهرب من اتفاق الرياض الذي وقعت عليه مرغمة، بعد أن أعلنا عدم اعترافهما بالاتفاق دون أن تتخذ ضدهما إي إجراءات وتركتهما على عبثهما كأنهما غير محسوبين عليها من الأساس.

وكذلك فإن الشرعية أخدت في التحول التدريجي نحو الخروج من الصف العربي الساعي لإنهاء الانقلاب الحوثي إلى داعم ومؤيد للعناصر الحوثية بشكل غير مباشر، وأنها تقوم بين الحين والآخر على اتخاذ قرارات تعطي إشارات للمعسكر الآخر أنها تابعة له وأن تواجدها في الرياض ما هو إلا تغطية على الانتقال لمحور الشر، وحتى لا يكون هناك اتهامات إليها بالانحياز إلى الانقلاب الذي تدّعي أنها تواجهه وتسعى لإنهائه، وأن وقوعها بشكل رسمي إلى جانب محور إيران سيفقدها الدعم الدولي الذي تتلقاه.

كل ما سبق يثبت أن الشرعية أضحت بمثابة دمية بيد محور الشر الذي يحركها في الخفاء من دون أن يراه أحد، في حين أن ما يظهر أمام الجمهور على المسرح هي العرائس التي يجري تحريكها يمينًا ويسارًا، ويبدو واضحًا أن هذا المحور تمكن من مفاصل الشرعية التي طغى عليها التخاذل والخيانة والانكفاء على ما يصدر من أوامر لها لتنفذها بما يضمن المصالح الضيقة لأعضائها الذين يسعون فقط للبقاء في مناصبهم.