التحالف العربي.. جهود سياسية يوازيها قوة عسكرية لإرغام الحوثي على السلام
بالرغم من حرص التحالف العربي على أن يكون حل الأزمة سلمياً غير أن ذلك لم ينهي الأدوار العسكرية التي صبت باتجاه الدفع نحو تحريك عملية السلام عبر القوة بعد أن ناورت المليشيات الحوثية كثيراً من دون أن تقدم على أي خطوات ملموسة لإنهاء الانقلاب على الشرعية، وهو ما يفسر وجود خطاب سعودي داعم للسلام استمراراً مع توالي الضربات الموجعة التي وجهها التحالف العربي للمليشيات الحوثية على مدار الأيام الماضية.
يدرك التحالف العربي جيداً أن المليشيات الحوثية تنفذ تعليمات طهران وأن إيران هي المتحكم الرئيسي في أي عمليات تصعيد أو تهدئة تعلن عنها المليشيات الحوثية، وهو ما يجعل هناك ضرورة لفرض السلام بالقوة لأن إيران لن تذهب لأي مفاوضات في ظل خيانات الشرعية التي سلمت المليشيات الحوثية عدد من المواقع العسكرية في الجوف ونهم ومأرب من دون قتال.
ومن هنا تأتي أهمية اصطياد التحالف العربي لمنصات الأسلحة وإحباط عمليات تهريب السلاح وإثارة الزعر في نفوس المليشيات الحوثية الإرهابية، كما أن الأمر بحاجة إلى تدخل سريع لإعادة هيكلة الشرعية وقوات الجيش قبل أن تستمر عملية تسليم الجبهات، بما يجعل المليشيات الحوثية مرغمة على الدخول في عملية سياسية تحقق من خلالها مكاسب مستقبلية.
شدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على التزام السعودية بالحل السياسي في اليمن، قائلا:"الأمر متوقف على التزام الحوثيين به".
وأكد في كلمته بمؤتمر نزع السلاح في جنيف، اليوم الاثنين، حرص بلاده على دعم أمن واستقرار اليمن، داعيا المجتمع الدولي إلى مساندة اليمن في أزمته.
وفي الوقت ذاته شنت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الإثنين، عدة غارات جوية على مواقع وتجمعات مليشيا الحوثي في محافظتي صنعاء والجوف، وأفادت مصادر عسكرية، أن طيران التحالف العربي شن 9 غارات جوية على مواقع الحوثيين في مديريتي نهم بصنعاء والغيل بالجوف.
وأضافت المصادر، أن طيران التحالف شن 5 غارات جوية على تجمعات الحوثيين في مديرية الغيل بالجوف، موضحة أن طيران التحالف استهدف بـ4 غارات جوية تحركات مليشيا الحوثي في مديرية نهم بصنعاء.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، قد أعلن أمس الأحد تنفيذ عملية عسكرية نوعية لتدمير أهداف عسكرية مشروعة لقدرات تخزين وتركيب وإطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية والطائرات بدون طيار في صنعاء.
وأوضح أن عملية الاستهداف جاءت بعد أن أصبحت صنعاء مكاناً لتخزين وتركيب وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار لمهاجمة المدن والمدنيين بطريقة متعمدة وممنهجة.
ولفت إلى أن الأهداف شملت مواقع التخزين والتركيب والإطلاق في فج عطان ومعسكر العمد وجبل النهدين، وشدد على أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مؤكدا أن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي اتخذت كافة الإجراءات الوقائية والتدابير اللازمة لحماية المدنيين وتجنيبهم للأضرار الجانبية.
وحذر من استعداد التحالف العربي بقدراته القتالية للتعامل مع التهديد أينما كان، متعهدا بمحاسبة العناصر الإرهابية التي تقف خلف هذه الهجمات الهمجية.
كما أغارت مقاتلات التحالف العربي، مساء السبت، على مواقع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا، في جبال الساقية جنوب غرب الجوف، وقالت مصادر ميدانية إن الغارات دمّرت أطقم حوثية على متنها تعزيزات، مؤكدة مقتل جميع من كانوا على متنها.