عراقيل الميشيات.. طائرات الرحمة في مرمى الإرهاب الحوثي

الثلاثاء 25 فبراير 2020 18:55:35
عراقيل الميشيات.. طائرات الرحمة في مرمى الإرهاب الحوثي

برهنت المليشيات الحوثية على وجهها الإرهابي وعملها على مضاعفة الأزمة الإنسانية، وذلك في تعطيل طائرات الجسر الجوي لنقل المرضى في واقعة جديدة تضاف إلى جرائم المليشيات ضد الإنسانية.

اليوم الثلاثاء، توقّفت رحلات الجسر الطبي، التي دشنتها منظمة الصحة العالمية من مطار صنعاء لنقل المرضى للعلاج في الخارج .

مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ الرحلات الطبية تجمدت بعد تزايد شروط ومطالب وزارة الصحة في حكومة الحوثي غير المعترف بها, وكشفت عن تحديد مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا، قائمة من الشروط حول طائرات نقل المرضى.

وأضافت أنَّ تغيير نوع الطائرات يحتاج إلى وقت طويل من منظمة الصحة العالمية لتوفير نوعية هذه الطائرات والتعاقد معها، لافتةً إلى أنَّ فسخ عقد المنظمة مع شركة النقل الجوي الحالية يحتاج إلى إجراءات قانونية ومالية.

واستنكرت المصادر عراقيل مليشيا الحوثي حول مواصفات طائرات إخلاء المرضى, مؤكدةً أنّ المليشيات ترفض توفير أبسط المستلزمات الطبية في المستشفيات الحكومية الخاضعة لسيطرتها، وأوضحت أنَّ المريض يشتري كل متطلبات الطبابة والتمريض من الصيدليات.

وغادرت أخر رحلة للمرضى في 9 فبراير الجاري إلى العاصمة الأردنية عمان، وكان قد تقرر استئناف الرحلات قبل أسبوع من الرحلة الأخيرة، غير أن تلك الرحلات توقفت.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد ألغت في الثامن من فبراير الجاري، ثاني رحلات الجسر الإنساني، التي كانت مقررة قبلها بيوم, لنقل المرضى من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان.

ورفض الحوثيون استمرار نقل المرضى بالطائرات الصغيرة التي تتسع لنحو 16 مريضًا مع مرافقيهم, بدعوى أنّ هذه الطائرات غير مجهزة طبيًّا, وأنّ عدد المرضى الذين يتم إخلاؤهم قليل.

وفي مطلع فبراير، أطلق التحالف العربي، أولى رحلات الجسر الجوي، تحت مبادرة طائرات الرحمة، والتي نقلت عددا من المرضى إلى العاصمة الأردنية عمان، بحضور المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، وذلك في إطار الجهود الإنسانية للتحالف وحرصه على التخفيف من الأوضاع التي المدنيون، وتحسين ظروفهم الإنسانية.

وتهدف مبادرة "طائرات الرحمة" إلى تخفيف معاناة غير القادرين على تحمل مشقة السفر برًا لمطارات عدن وسيئون؛ نظرًا لطول مسافة الطريق التي تصل إلى 15 ساعة.

وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية، قد سلَّطت الضوء على الجسر الإنساني لنقل المرضى من صنعاء إلى الأردون ومصر، ووصفت المبادرة بأنها "إنجاز إنساني" في صراع دام خمسة أعوام.

وتحدّثت الصحيفة عن تهديد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بمنع إقلاع أولى رحلات الجسر الإنساني، الاثنين الماضي، مؤكدةً أنّ المليشيات الإرهابية التي تسيطر على صنعاء، لوحت بسحب الإذن بإقلاع الطائرة.

الجرائم الحوثية في هذا الصدد تبرهن على الوجه الإرهابي للمليشيات، وأنّ هذا الفصيل المتطرف سيظل عثرةً أمام حلحلة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن على صعيد واسع.

وكان معهد أمريكي مهتم بالدراسات الاستراتيجية قد اتهم النظام الإيراني بأنه المتسبب الأول في المأساة الإنسانية في اليمن.

وأكد تقريرٌ أعدّه معهد "جيت ستون" الأمريكي للدراسات الإستراتيجية، أنّ النظام الإيراني وحليفه المليشيات الحوثية هما المسؤولان عن أكبر كارثة إنسانية في العالم .

ووفقًا للتقرير، فإنَّ منظمات الإغاثة الدولية تعرفت مؤخرا على الدور المركزي الذي تلعبه المليشيات الحوثية في خلق كارثة إنسانية باليمن بعدما وصلت الأزمة الإنسانية إلى منعطف حرج حيث يحتاج نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليون نسمة إلى المساعدة.

وأشار التقرير إلى أن النظام الإيراني يزود المليشيات الحوثية بالأسلحة لشن هجمات على التحالف العربي والمملكة العربية السعودية، موضّحًا أنّه إذا علقت واشنطن جزءًا كبيرًا من مساعداتها الإنسانية لليمن بسبب تعنت مليشيا الحوثي، سيكون ذلك بمثابة إضافة للظروف القاسية للمواطنين الفقراء.

ونفى التقرير أي دور للتحالف العربي في خلق أزمة إنسانية باليمن، مؤكدًا أنَّ المليشيات الحوثية ومن خلفها إيران هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن خلق الأزمة الإنسانية الكارثية في اليمن.