الجنوب بين جيشه وشعبه.. قراءة في رسالة الطمأنة

الخميس 27 فبراير 2020 21:15:33
الجنوب بين جيشه وشعبه.. قراءة في "رسالة الطمأنة"

تمثّل القوات المسلحة الجنوبية حائط الصد الأول في ردع المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن، التي تقودها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وكذا المليشيات الحوثية.

وبين حينٍ وآخر، تحرص القيادات العسكرية على توجيه رسائل طمأنة للجنوبيين حول سير الوطن وقضيته العادلة في طريقها الصحيح وصولًا إلى استعادة الدولة وفك الارتباط عن الشمال.

التأكيد الجنوبي صدر هذه المرة على لسان رئيس أركان حرب اللواء التاسع صاعقة العميد محمود علي حسن الذي أكّد أنّ القوات الجنوبية في أتم الجاهزية القتالية للدفاع عن مواقعهم.

تصريح العميد حسن جاء خلال زيارته لمديرية طور الباحة ومواقع تمركز قوات الكتيبة فيها، حيث التقى أعضاء القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في المديرية.

هذا التأكيد العسكري الواضح يتزامن مع انتصارات بطولية تحققها القوات الجنوبية وهي تدافع عن أراضيها وتصد أعداءها سواء المليشيات الحوثية أو الإخوانية.

تعتبر القوات المسلحة طرفًا رئيسيًّا في معادلة القوة الجنوبية، وهي قوةٌ باسلةٌ تضع الجنوب في خانة متقدمة كونه يملك حائط صد قادرًا على حماية الوطن، تجعل من الأعداء يفكرون آلاف المرات قبل استهدافه، كما تحوِّل أراضيه بمثابة مقابر تدفن فيها كافة المؤامرات.

على مدار السنوات الماضية، برهنت القوات الجنوبية على وقوفها ضمن المشروع القومي العربي ضمن التحالف العربي في محاربة المليشيات الحوثية، وقدّم الجنوب خيرة شبابه ورجاله؛ فداءً لهذا الهدف العربي.

سياسيًّا أيضًا، كان الجنوب عند حسن الظن به بفعل مشاركته الفعالة مع المحادثات التي أفضت إلى توقيع اتفاق الرياض مع حكومة الشرعية.

وعلى الرغم من أهمية هذا المسار في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ الاتفاق لم يُحقِّق شيئًا، وذلك بسبب الجرائم والانتهاكات والخروقات التي ارتكبها حزب الإصلاح الإخواني، على مدار الأشهر الماضية، ضمن مؤامرة استهدفت إفشال هذا الاتفاق.

المؤامرة الإخوانية تضمّنت كذلك النيل من الجنوب وأمنه واستقراره عبر الزج بمجموعات إرهابية إلى الجنوب تعيث في الأرض قتلًا وإرهابًا.

يُشير كل ذلك إلى أنّه من الضروري أن يتكاتف الجنوبيون خلف قيادتهم السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، من أجل العبور من هذه المرحلة إلى بر الأمان وصولًا إلى تحقيق حلم الشعب في نهاية المطاف.

ولأنّ المرحلة الراهنة شديدة الدقة، وعلى الرغم من الانتصارات العسكرية الخالدة التي تُسطِّرها القوات الجنوبية على مدار الفترات الماضية ضد المليشيات الحوثية وشقيقتها "الإخوانية"، إلا أنّ الأمر لم ينتهِ بعد، وكلما اقترب الجنوبيون من النصر الكبير فإنّه من الطبيعي أن يستعر ويحتد الإرهاب الذي يتعرّض له المواطنون على صعيد واسع.

ومن الضروري أن يواصل الجنوبيون تكاتفهم وراء قيادتهم السياسية من أجل التصدي لمختلف المؤامرات التي تحاك ضد الوطن، بعدما افتضح أمر الخطط الخبيثة التي يقف وراءها الإخوان والحوثيون.