فصولٌ مغلقة وتعليمٌ بلا كادر.. ماذا يحدث في مدارس صنعاء؟

السبت 29 فبراير 2020 00:04:56
 فصولٌ مغلقة وتعليمٌ بلا كادر.. ماذا يحدث في مدارس صنعاء؟

تواصل المليشيات الحوثية انتهاكاتها في مجال التعليم، على النحو الذي يُخلّف مآسي إنسانية شديدة الفداحة.

ففي محافظة صنعاء، شكا عددٌ من الطلاب والطالبات في المدارس من عدم وجود الكادر التعليمي الذي يهدد بتوقف العملية التعليمية برمتها.

مصادر تربوية قالت إنّ متطوعين موالين للمليشيات الحوثية يقومون في عددٍ من مدارس صنعاء بجمع طلاب كل أربعة أو خمسة فصول في فصل وإغلاق الباب عليهم حتى ينتهي الدوام ثم تركهم يعودون لمنازلهم.

وأضافت أنّ هذا التصرف يقوم به المتطوعون الحوثيون جراء تغيب أغلب المعلمين والمعلمات وعدم تواجدهم ورفض المليشيات صرف رواتبهم ومستحقاتهم.

وأشارت إلى أنّ مبلغ ألف ريال الذي يدفعه الطلاب والطالبات لإدارة المدارس بشكل شهري على أساس دفعها للمعلمين والمعلمات كضمان لاستمرار العملية التعليمية لا يصل لهم منها سوى 10 %.

وبيّنت المصادر أنّ قيادات المليشيات بررت أن المبالغ التي يتم جمعها من الطلاب والطالبات للمعلمين يتم توزيعها للإداريين ومختلف موظفي التربية في المدارس ومناطق ومكاتب التربية بالمديريات وصولًا للوزارة.

واستنكرت المصادر حرمان المعلمين والمعلمات من رواتبهم ومستحقاتهم بهدف تجهيل الطلاب وسرقة المبالغ التي يقدمها أولياء أمور الطلاب للمعلمين من أجل استمرار التدريس في هذه الظروف الاستثنائية وليس دفعها لمجموعة من المتفيدين واللصوص.

ومنذ أنّ أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية، عملت المليشيات على تحويل المدارس إلى ساحات للتطييف، والتجنيد، وحشد المقاتلين من المراهقين وصغار السن.

وتقول تقارير رسمية إنّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.

وانتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.

وبسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، تكشف تقارير رسمية أنَّ أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.