مدنيون في المحارق.. كيف يُعوِّض الحوثيون خسائرهم؟

السبت 29 فبراير 2020 02:41:30
 مدنيون في المحارق.. كيف يُعوِّض الحوثيون خسائرهم؟

في الوقت الذي منيت فيه المليشيات الحوثية بخسائر ضخمة على مختلف جبهات القتال على مدار الأشهر الماضية، فقد لجأ هذا الفصيل الإرهابي للتوسع في ظاهرة التجنيد الإجباري لتعويض خسائرها والزج بالمدنيين إلى محارق الموت.

مصادر عسكرية كشفت اليوم الجمعة عن توسّع المليشيات إجبار المدنيين على الانخراط في جبهات القتال، وهو ما يبرهن على النزيف البشري للحوثيين من المقاتلين.

وقالت المصادر إنّ لجوء المليشيات الحوثية للتجنيد الإجباري يشير إلى نزيف مخزونها البشري في محارق الموت بالجبهات وعزوف المدنيين عن الزج بأبنائهم للقتال في صفوفها.

ويدفع الأطفال الثمن الأبشع في التجنيد القسري من قِبل المليشيات، حيث دفع الحوثيين بالآلاف منهم إلى الجبهات من أجل تعويض خسائرها المتواصلة.

وقبل أيام، أطلقت مليشيا الحوثي حملة تجنيد إجبارية جديدة للأطفال في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وزادت أعداد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي إلى خسمة أضعاف عن عام 2014، حيث استغلت المليشيات عوامل اقتصادية عديدة منها انهيار دخل المواطن وتوقف الرواتب من أجل استمرار تجنيد الأطفال.

وأنشأت المليشيات الحوثية عشرات الإذاعات وحوَّلت المنابر والمدارس إلى وسائل حشد للمقاتلين.

وفي ديسمبر الماضي، اتهم التحالف العربي، مليشيا الحوثي بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّه يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.

وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.

ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.

وهناك قيادات حوثية ضالعة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب.

إقبال المليشيات على التوسع في التجنيد القسري يبرهن على حجم خسائر المليشيات، وقد تجلّى ذلك فيما كُشف خلال الساعات الماضية، عن فرار جماعي لعناصر مليشيا الحوثي من جبهات القتال المختلفة شمالي الضالع.

وقالت مصادر عسكرية إنّ المليشيات الحوثية الإرهابية فرت نحو مناطق بلاد الحيقي والشروة والثوخب في مديرية الحشاء.

وأضافت المصادر أنّ الفرار الجماعي لمليشيا الحوثي جاء بعد تصدي القوات الجنوبية للهجمات الحوثية في جبهات باب غلق، و الفاخر، و الجب، و بتار، خلال الـ48 ساعة الماضية.

وأشارت إلى أنّ غالبية العناصر المنسحبة تنتمي لمحافظة إب ومناطق العود ودمت، حيث تقوم المليشيات بتجنيد الشباب قسريًّا والزج بهم في الخطوط الأمامية لجبهات القتال المشتعلة بالضالع.

وأكّدت المصادر انشقاق عدد كبير بين صفوف عناصر المليشيات بسبب الدفع بعناصر من القبائل إلى خطوط القتال فيما يقتصر دور المليشيات الحوثية على الإشراف على الجبهات والبقاء في الخطوط الخلفية.