الحوثيون والجريمة المزدوجة.. تجنيد أطفال وحرمان من التعليم
السبت 29 فبراير 2020 14:13:00
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع التعليم ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي، فيما سواء بحرمان الطلاب من التعليم بالإضافة إلى تحويلهم إلى مجندين تزج بهم في جبهات القتال.
المليشيات الحوثية الموالية لإيران عملت على "ملشنة" التلاميذ بحصص تعبئة فكرية، في المدارس الواقعة بمناطق سيطرتها، حيث قامت المليشيات بتحويل مدارس صعدة إلى وكر للتطرف وتجنيد الصغار، وإرسالهم إلى الجبهات، كما فرضت المليشيات حصصًا دراسية للأنشطة الطائفية وتلقين خطب زعيمها.
وحذَّر تربويون وأولياء أمور من هذه الحملات الجديدة، بعدما لاحظوا أن عناصر المليشيات الإجرامية، يواصلون حملاتهم في مدارس صعدة وإب وذمار وصنعاء، لتغيير أسماء المدارس، وتلقين الطلبة أفكارهم المسمومة.
كما خصّصت المليشيات حصصًا للتعبئة الفكرية والقتالية في كثير من المدارس بالمحافظات الأخرى.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بإجبار المدارس على إحلال الصرخة الخمينية مكان النشيد الوطني، وتغيير البرامج الإذاعية الوطنية بأخرى طائفية، ولكنها دشنت أخيراً مخططاً لتغيير أسماء مدارس حكومية وفقاً للأجندة والأهداف الطائفية للمليشيا.
كما لم تكن مدارس إب الحكومية بعيدة عن انتهاكات وجرائم المليشيات الحوثية، فقد أكدت مصادر تربوية قيام المليشيات، بتغيير أسماء مدارس تقع بعدد من مديريات المحافظة الواقعة تحت سيطرتها.
ودفع التعليم في اليمن ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب.
ففي محافظة صنعاء، شكا عددٌ من الطلاب والطالبات في المدارس من عدم وجود الكادر التعليمي الذي يهدد بتوقف العملية التعليمية برمتها.
مصادر تربوية قالت إنّ متطوعين موالين للمليشيات الحوثية يقومون في عددٍ من مدارس صنعاء بجمع طلاب كل أربعة أو خمسة فصول في فصل وإغلاق الباب عليهم حتى ينتهي الدوام ثم تركهم يعودون لمنازلهم.
وأضافت أنّ هذا التصرف يقوم به المتطوعون الحوثيون جراء تغيب أغلب المعلمين والمعلمات وعدم تواجدهم ورفض المليشيات صرف رواتبهم ومستحقاتهم.
وأشارت إلى أنّ مبلغ ألف ريال الذي يدفعه الطلاب والطالبات لإدارة المدارس بشكل شهري على أساس دفعها للمعلمين والمعلمات كضمان لاستمرار العملية التعليمية لا يصل لهم منها سوى 10 %.
وبيّنت المصادر أنّ قيادات المليشيات بررت أن المبالغ التي يتم جمعها من الطلاب والطالبات للمعلمين يتم توزيعها للإداريين ومختلف موظفي التربية في المدارس ومناطق ومكاتب التربية بالمديريات وصولًا للوزارة.
واستنكرت المصادر حرمان المعلمين والمعلمات من رواتبهم ومستحقاتهم بهدف تجهيل الطلاب وسرقة المبالغ التي يقدمها أولياء أمور الطلاب للمعلمين من أجل استمرار التدريس في هذه الظروف الاستثنائية وليس دفعها لمجموعة من المتفيدين واللصوص.
وتقول تقارير رسمية إنّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
وانتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.
وبسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، تكشف تقارير رسمية أنَّ أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.