سيطرة الحوثي على الغيل.. وجه جديد لـخذلان الشرعية
مثّل سقوط مديرية الغيل بمحافظة الجوف في قبضة المليشيات الحوثية، حلقة جديدة في مسلسل الخذلان الذي تمارسه حكومة الشرعية في الحرب الراهنة.
المليشيات الحوثية تمكّنت من السيطرة على مركز مديرية الغيل الواقعة إلى الجهة الغربية من مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.
وركّز الحوثيون هجومهم على منطقة وادي شواق غرب مركز مديرية الغيل، وتمكنوا من السيطرة على المنطقة والوصول إلى مركز المديرية والتمركز فيه.
وتقع مديرية الغيل على الحدود الغربية لمدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف الواقعة على بعد (143 كيلو مترًا شمال شرق صنعاء).
ويمكن القول إنّ مسلسل الخذلان الذي مارسته الشرعية في حجور والبيضاء وتعز، والتخبط الذي كان واضحًا في معركة نهم الأخيرة، يبدو أنّه يتكرر الآن في الجوف.
وتشير كافة التطورات العسكرية إلى أنّه لا يمكن التعويل على حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني في مجريات الحرب وسبل التعاطي معها.
ويعمل حزب الإصلاح على إطالة أمد الحرب باعتباره مرتبحًا بشكل رئيس من استمرار النزاع الراهن، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى ماليًّا، ومن أجل هذا الغرض يعمل الحزب الإخواني على فتح جبهات جديدة تُمكِّن المليشيات الحوثية من الاستمرار في حربها الشعواء.
المخطط الإخواني في هذا الإطار تضمّن ذلك تقوية علاقاته مع المليشيات الحوثية، وهي علاقات سيئة السمعة مثّلت طعنة غادرة من الفصيل الإرهابي المخترق لحكومة الشرعية بالتحالف العربي، على الرغم من الجهود الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة طوال السنوات الماضية.
وفيما حاول حزب الإصلاح فرض إطار من السرية على علاقاته مع الحوثيين، إلا أنّ هذه العلاقات فُضِح أمرها على صعيد واسع طوال الفترة الماضية، لا سيّما في أعقاب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.
العلاقات الحوثية الإخوانية تناولت مختلف الأصعدة، فعلى الجانب العسكري أقدم حزب الإصلاح على تسليم الحوثيين مواقع استراتيجية مع تجميد القتال في جبهات أخرى، وقد وصل الأمر إلى حد ابتزاز السعودية عبر تسليم المليشيات الموالية لإيران مواقع حدودية تُهدّد أمنها القومي.
يُضاف إلى ذلك صفقات تبادل الأسرى بين هذين الفصيلين الإرهابيين، التي فضحت حجم التقارب المروِّع فيما بينهما.
وفي الأسابيع الماضية، رفعت المليشيات الإخوانية من وتيرة تنسيقها مع المليشيات الحوثية على الجبهات، وتجلّى أحدث سبل هذا التنسيق في سحب المليشيات الحوثية معظم مقاتليها من جبهات تعز، وعزّزت بهم مواقعها في نهم شرفي صنعاء.