بتسليم الجوف.. الشرعية تحكم خطتها لإفشال التحالف العربي

الأحد 1 مارس 2020 21:27:00
بتسليم الجوف.. الشرعية تحكم خطتها لإفشال التحالف العربي

تسعى قوات الشرعية إلى تسليم محافظة جديدة بيد المليشيات الحوثية الإرهابية بعد أن واصلت عمليات الفرار والانسحاب من الجبهات والتي انتهت مؤخراً بتسليم مواقع عدة في محافظة الجوف شمال شرق صنعاء ما أسفر عن سقوط مديرتي الغيل والحزم.

تستهدف الشرعية من وراء تلك الانسحابات إفشال التحالف العربي الذي يقود للعام الخامس على التوالي عاصفة الحزم لإنهاء الانقلاب الحوثي، فيما أضحت قيادات الحكومة لقمة سائغة بيد العناصر المدعومة من إيران، وهو ما جعل قوات الجيش بمثابة عناصر تدين بالولاء إلى قطر وإيران.

تحقق الشرعية من محاولات إفشال التحالف العربي مكاسب عدة لأنها تقدم قرابين المحبة مع محور الشر الإيراني التركي القطري والذي يغدق على قياداتها بالأموال في سبيل تحقيق مآربه، وفي المقابل فإنها تؤكد للتحالف أنها ماضية في مواجهة المليشيات الحوثية ويطلق قياداتها كل يوم التصريحات المعادية للمليشيات في حين أنهم يتحالفون معها في الخفاء، وهو ما يبرر بقاء العديد من قيادات الشرعية بالرياض حتى وقتنا هذا.

ويرى مراقبون أن التحالف العربي يحاول أن يقلص من مناورات الشرعية في ظل محاولات عدة تقوم بها المملكة العربية السعودية لإحداث تغييرات في صفوف قوات الجيش، وكذلك عبر توجيه دفة قصف مقاتلات التحالف نحو المواقع التي تسلمها قوات الجيش إلى المليشيات الحوثية لإلحاق خسائر بها وإفساد الخطط الخفية بين الجانبين.

سقطت مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف، ظهر اليوم الأحد، في قبضة مليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيا، وذلك بعد أن انسحبت وحدات الجيش اليمني من محيط المديرية، قبل دخول المليشيا، وكشفت مصادر ميدانية، عن قصف مقاتلات التحالف العربي، اليوم الأحد أيضاً، مبنى الأمن السياسي في الحزم بمحافظة الجوف.

أفادت مصادر أن مقاتلات التحالف العربي كثفت غاراتها على تجمعات ومواقع انتشار مليشيا الحوثي في عدة مناطق بمحافظة الجوف، وقالت المصادر وفقاً لـ"العربية نت"، إن تلك الغارات جاءت بعد انسحاب جزئي قامت بعض قوات الجيش اليمني من مدينة الحزم.

ونوهت إلى أن قيادة التحالف تستعد لتنفيذ خطة عسكرية محكمة في الجوف للرد على استقدام المليشيات الحوثية قوات جديدة.

وقال الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، إن سقوط الجوف في يد مليشيات الحوثي أمر طبيعي، مشيرًا إلى أن ذلك حدث بعد أن أصبحت حكومة الشرعية مظلة للفساد والجماعات الإرهابية.

وكتب في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "سقطت الجوف وستسقط مأرب مع قادم الأيام وهذا طبيعي بعد أن أصبحت الشرعية مظلة للفساد والجماعات الإرهابية وكل من دعم الشرعية أو ناصرها هو شريك في هذا الفشل فقد كان واضح من البداية أن لوبيات الفساد تركت الحوثي وصنعاء وسخرت دعم التحالف للسيطرة على الجنوب من أجل الاستمرار في نهب خيراته".

فيما قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد: "مع سقوط محافظة الجوف، يجعلنا نوجه آخر نصيحة للتحالف العربي مفادها؛ لا يمكن أن يحدث أي انتصار عسكري على الحوثي طالما والقرار السياسي والعسكري في منظومة الشرعية بيد جماعة الإخوان المسلمين وشبكة الفساد المالي التي هي أكبر مما تتوقعون أو يخطر لكم على بال".