فرار الشرعية في الشمال يمهد لتقدم حوثي نحو الجنوب
تواصل الشرعية تقديم الهدايا الثمينة إلى المليشيات الحوثية وذلك مع توالي انسحابها من الجبهات في الشمال للشهر الثالث على التوالي، والتي كان آخرها تسليم مواقع كبيرة بمحافظة الجوف، شمال شرق صنعاء، بما يمهد لتقدم العناصر المدعومة من إيران نحو الجنوب.
لم تكتفي قوات الشرعية فقط بتسليم جبهات الشمال لكنها في المقابل تحقق مكاسب أخرى للمليشيات الحوثية عبر جرائمها التي ترتكبها يومياً في محافظتي شبوة وأبين، مع توالي مؤامراتها الساعية لاختراق العاصمة عدن، وهو ما من شأنه أن يربك القوات الجنوبية التي تحقق نجاحات عسكرية يومية في مواجهة الحوثي على جبهات الضالع.
تدرك الشرعية جيداً أن فرارها من محافظات الشمال يدفع إلى تحريك قواعد المليشيات الحوثية جنوباً لأنها ستكون قد مكنتها من مواقع عسكرية تؤمن تلك التحركات، بالإضافة إلى أن عناصر الشرعية التي تفر يومياً من الشمال ستجد في الجنوب ملجأ مناسباً لها، حيث أنها تحقق هدف مليشيات الإخوان نحو إحداث حالة من الفوضى بالجنوب.
وفي الوقت الذي انسحب فيه الشرعية من مديرية الحزم بمحافظة الجوف، عززت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، فجر اليوم الأحد، حصارها لقرية الكريبية في مديرية عتق بشبوة ، واستدعت المليشيا وحدات عسكرية إضافية من معسكر اللواء 21 ميكا، لتشديد الحصار على منازل أهالي القرية.
كما شنت مليشا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، اليوم، حملة اختطافات تعسفية واسعة في مديرية عتق بشبوة ، طالت تسعة مواطنين، وداهمت المليشيا منازل المواطنين، عقب محاصرتها، وسط إطلاق نار كثيفة من عناصرها بمختلف أنواع الأسلحة.
واختطفت المليشيا علي حسين لقور بن عيدان الخليفي وعبدالقادر محمَد لقور بن عيدان الخليفي، من محيط السوق القديم بمدينة عتق، كما اختطفت سالم بن علي صوابان الخليفي وعوض بن صالح صوابان الخليفي، في مداهمة قرية البرصاء.
وداهمت المليشيا الإرهابية قرية الكريبية لاختطاف مبارك جلعوم الخليفي وصالح جلعوم الخليفي ومحمد الهندي الخليفي وأحمد نداع الخليفي وبن نخشوش.
وبحسب ما نشرته صحيفة "العرب"، الصادرة من لندن، فإن إحراز المليشيا الحوثية تقدما في جبهة الغيل، التي تدور فيها اشتباكات منذ أيام، تأتي في خضم التطورات على الصعيدين العسكري والسياسي، والتي يطغى عليها وجود حالة من الارتباك صفوف حكومة الشرعية، وغياب للأولويات، نتيجة ممارسات جماعة الإخوان وتيار قطر النافذ.
وأشارت إلى حالة الارتباك وغياب الأوليات لدى حكومة الشرعية، مؤكدة أنها تسببت في إضعاف جبهات الجوف ومأرب، ونبهت إلى تكديس مليشيا الإخوان الإرهابية قواتها العسكرية في حضرموت وشبوة وعلى مشارف عدن، طمعا في مواردها النفطية وشواطئها.
وقال نائب رئيس دائرة الإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح: "لم يعد الأمر يحتاج إلى ذكاء لكشف علاقة شرعية الإخوان بالحوثي فهم يسلمون إليه المناطق والسلاح في الشمال. وفي الجنوب يطالبون ويضغطون على التحالف لتسليم سلاح الجنوبيين بحجة تنفيذ اتفاق الرياض، حتى يسهل للحوثي دخول الجنوب دون مقاومة. هذا ما نفهمه، ومن لا يريد أن يفهم فتلك مشكلته".
وأوضح العميد خالد النسي، أن "سقوط جبهة الحزم سيتكرر غداً في مأرب سندفع ثمنه نحن الجنوبيون إذا لم نصحى ونستعد معتمدين على الله ثم على أنفسنا".
وتابع: "أما الاعتماد على الأوهام فأقسم بالله ستجدونهم غداً سيطروا على حضرموت وسيسيطرون على عدن وبقية المناطق الجنوبية بكل سهولة وسنعود نحن للمليونيات وحرق التواير".