سقوط الجوف جزء من مؤامرات قطر وإيران ضد الجنوب
رأي المشهد العربي
استطاعت المليشيات الحوثية الإرهابية أن تبسط سيطرتها في وقت وجيز على مناطق واسعة في نهم ومأرب وأخيراً محافظة الجوف، وهو أمر لا يمكن أن يعبر عن تطور طبيعي للقوة العسكرية الحوثية إلا إذا كان هناك تفاهمات تجري في الخفاء تستهدف تسليم الجبهات إلى العناصر المدعومة من إيران في الشمال مقابل تمدد مليشيات الإخوان الإرهابية التي تسيطر على قوات الجيش اليمني في الجنوب.
بالنظر إلى تقدم مليشيات الحوثي في مأرب التي تعد معقل مليشيات الإخوان يمكن فهم طبيعة التفاهمات بين الطرفين والتي تجري برعاية قطرية إيرانية، ليكون الهدف هو إعادة احتلال الجنوب من جديد ومحو أي محاولات لاستعادة الدولة بعد أن قطع المجلس الانتقالي الجنوبي شوطاً طويلاً في المسألة على المستويات السياسية والعسكرية.
يؤدي سقوط محافظة الجوف، ثاني أكبر المحافظات اليمنية، بهذه الكيفية إلى تصاعد مؤشرات اتجاه الحوثيين إلى مأرب، بعد توسيع انتشارهم في الجوف والاقتراب من مفرق الجوف والطريق الواصل بين مأرب والجوف ومنطقة صافر النفطية، وقد تكون مسألة سقوط مأرب بشكل كامل بيد المليشيات الحوثية مسألة وقت فقط في ظل فرار مليشيات إخوان الشرعية نحو شبوة وأبين ووادي حضرموت.
تسعى مليشيات الإخوان ومن خلفها العناصر الحوثية إلى تغيير خارطة القوى والنفوذ في الجنوب والذي جرى تطهيره من العناصر الإرهابية بفضل القوات المسلحة الجنوبية والتحالف العربي، وهو ما يتطلب في المقابل يقظة جنوبية للتعامل مع هذه المؤامرات، ولعل تمهل المجلس الانتقالي الجنوبي في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع مليشيات إخوان الشرعية التي أفسدت اتفاق الرياض يأتي في خضم الاستعداد لمعارك أكبر قد تدور رحاها خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
وفي المقابل فإن التحالف العربي سيكون عليه دور مهم في إعادة بوصلة الأمور إلى اتجاهها السليم، وذلك بعد أن تراجعت الرغبة في مواجهة الحوثيين إلى مرتبة متأخرة في قائمة أهداف الحكومة اليمنية باتت تجاهر صراحة بعدائها للتحالف وتطالب بعقد صفقات سياسية مع الحوثيين برعاية قطرية وتركية.
تهدف مليشيات إخوان الشرعية أن تضع الجنوب والتحالف في موقف دفاعي داخل بقعة جغرافية محددة تتمثل في محافظات الجنوب وذلك من أجل تمرير التوافق بين الطرفين والتي ظهرت نتائجه واضحة في محافظات الشمال، ومن ثم سيكون الحديث عن إنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية أمر لا وجود له في ظل تزايد وتيرة التفاهمات بين الطرفين.