سفارات اليمن بالخارج منصات رسمية لدعم سياسات الإصلاح
برهنت العديد من الممارسات التي أقدمت عليها قيادات الشرعية في أثناء تعاملها مع سفارات اليمن بالخارج على أنها تعد جزءاَ من مليشيات الإصلاح التي تهيمن على الشرعية، وذلك من أجل الترويج لسياسات الحزب الذي يتبنى الإرهاب داخل اليمن ويعمل بشكل يومي على تشويه التحالف العربي.
ولعل خطاب الشرعية في مجلس الأمن قبل أشهر قليلة والذي شهد اتهامات جزافية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي كان لها الدور الأكبر في تحرير عدد كبير من المحافظات من قبضة المليشيات دليلاً راسخاً على أن سياسية الإصلاح هي من تطغى على جميع الهيئات الدبلوماسية التابعة لحكومة الشرعية.
تقوم السفارات اليمنية في الخارج بأدوار مشبوهة وهو ما انعكس على سمعتها التي تدهورت إلى حد كبير بعد أن تورط العديد من العاملين بالحقل الدبلوماسي في علاقات مع شخصيات نافذة بتنظيم الإخوان، في ظل مشكلات متفاقمة تسببت في مشكلات عدة للمواطنين الذين يعيشون بالخارج.
وبدا واضحا أن الشرعية تتعامل مع سفارات الخارج على أنها هدية سخية تقدمها للأشخاص المقربين منها، والذين يكون لهم أدوار فاعلة في تحريف بوصلة مواجهة المليشيات الحوثية وتوجيهها باتجاه التحالف العربي والقوات الجنوبية.
ووفقا لقانون الخدمة المدنية وقانون البعثات الدبلوماسية فإن وزارة الخارجية تقوم بتعيين سفير لليمن في الخارج من أبناء وزارة الخارجية يكون امضي عقودا من الخبرة وتدرج وظيفيا إلى أن وصل إلى درجة المجموعة الوظيفية التي تؤهله لان يكون سفيرا كالأولى ب والثانية أ.
غير أن الذي يحدث على أرض الواقع، فإن قانون التعيين لدى وزارة الخارجية يعتمد على مدى ارتباط الشخص المعين أو تدرجه في العلاقة مع مدير مكتب هادي الإخواني عبدالله العليمي أو الجنرال العجوز علي محسن، وهو ما ينتج عنه عشرات وقائع الفساد يومياً.
كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر، رشحا نجل أمين العكيمي، نائبا للسفير اليمني لدى المغرب، وقالت المصادر في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، إن حميد أمين العكيمي الذي يشغل أيضا منصب قائد لواء في الجوف ترشح بأوامر من هادي والأحمر إلى منصب نائب السفير في المغرب.
وأضافت أن حميد العكيمي يتواجد حاليا في سويسرا، لحضور دورة تدريبية مقدمة من وزارة الخارجية في حكومة الشرعية.
إلى ذلك كشف القيادي الحوثي حميد رزق عن لقاء جمعه مع حميد العكيمي منذ أيام، غير أنه لم يحدد مكان اللقاء.
وكان مصدر رفيع قد كشف في وقت سابق لـ"المشهد العربي" عن زيارة حميد أمين العكيمي إلى سلطنة عمان، برفقة رئيس حزب الإصلاح الإخواني في مأرب مبخوت بن عبود الشريف، وعقدا لقاءات مع ناطق مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام المقيم في مسقط .
وبين الحين والآخر تظهر وقائع فساد متعلقة بالسفارات اليمنية، والتي كان آخرها فضيحة توزيع سفارة الهند المنح الثقافية التي تقدمها دولة الهند للنابغين من بلدان عدة ومن بينهم اليمن لأصحاب النفوذ والذين حصلوا عليها مرات عديدة في أعوام سابقة.
وبحسب ناشطين يمنيين فإن السفارة تقوم ببيع تلك المنح بمقابل مادي للطلاب الذين يستحقونها بالمجان، وأن القنصل محمد سعيد الشرعبي والملحقية الثقافية يقوموا الزج بأسماء أبنائهم في كشوف المنح وحذف أسامي المستحقين في مقابل تقديم مبالغ مالية مقابل سكوتهم.
وتأتي تلك الواقعة بعد شهر تقريباً من استقالة أحد سفراء الشرعية احتجاجا على استفحال الفساد في وزارة_الخارجية، من خلال لوبي منظم ومدعوم داخل الوزارة وفي السلك الدبلوماسي بشكل خاص.
وكشف السفير اليمني المعين من حكومة هادي، لدى دولة أسبانيا، نبيل خالد ميسري، في استقالته، عن فساد مهول داخل وزارة الخارجية، وفي السلك الدبلوماسي خاصة، متمثل في تزوير وثائق وهويات، وإصدار جوازات دبلوماسية مزورة، بالإضافة إلى الوظائف الوهمية في السفارات، منذ عام 2015 .
واتهم ميسري، من وصفه بـ “لوبي الفساد”، بنهب ملايين الدولارات من وراء تلك الممارسات غير القانونية، في ظل تغاضٍ من قبل الجهات المعنية، لافتا إلى أنه سبق وأن رفع بلاغات عن قضايا الفساد تلك إلى الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، وطالب بتشكيل لجنة للتحقيق فيها، بدون أن يلقى الموضوع أي استجابة، مشيرا إلى أن الفساد كان هو السبب الذي دفعه إلى تقديم استقالته من منصبه السابق كنائب لوزير الخارجية.
وأشار في استقالته، إلى أنه في وقت كان ينتظر تشكيل لجنة للتحقيق في ملايين الدولارات التي نهبتها قيادة الوزارة من حساب الخارجية في الرياض، وكذا الدخل الإضافي، لا سيما في القنصلية اليمنية بجدة، فوجئ بمذكرة من وكيل الوزارة للشئون المالية، أوسان العود، الذي وصفه بالفاسد الأكبر، تتضمن تكليف السفير مروان النعمان، الذي قال إن له سوابق لا تشرف الدبلوماسية اليمنية، للتحقيق معه.