بتسليم الجوف.. مليشيات الإصلاح تستبق محاولات إعادة هيكلة الشرعية
حاول التحالف العربي منذ توقيع اتفاق الرياض أن يدخل تعديلات جذرية على هيكل الشرعية الرئيسي الذي تسيطر عليه مليشيات الإصلاح، ومنذ ذلك الحين يواجه التحالف بحملات تشويه لا حدود لها بعد أن أدرك أن استمرار مواجهة الانقلاب الحوثي على الشرعية بنفس الهيكل أمر لا يمكن تحقيقه.
بحسب ما جاء في بنود اتفاق الرياض فإنه كان من المقرر تشكيل حكومة جديدة بين المجلس الانتقالي والشرعية بمشاركة أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي، غير أن الشرعية لم تسمح بتنفيذ هذا البند على وجه التحديد، وعملت على التصعيد الإعلامي والعسكري في وجه القوات الجنوبية والتحالف العربي لإفشال أي محاولة من شأنها تغيير التركيبة الحالية.
وهو دفع التحالف العربي لإجراء تعديلات على المستوى العسكري باعتبار أن المعارك مع المليشيات الحوثية تدور رحاها على الجبهات، وبالفعل جرت العديد من التعديلات على بعض قيادات قوات الجيش التي عملت طيلة السنوات الماضية على التنسيق مع المليشيات الحوثية.
وفي نفس الوقت الذي ضغط فيه التحالف العربي باتجاه تعيين رئيس أركان جديد لقوات الجيش، ونتج عن تلك الضغوطات إصدار قرار من الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي قراراً يقضي بتعيين قائد العمليات المشتركة للجيش اليمني اللواء صغير بن عزيز رئيساً للأركان، وترقيته إلى رتبة فريق، قامت مليشيات الإصلاح بتسليم مديريات محافظة الجوف إلى المليشيات الحوثية.
ويرى مراقبون أن تسليم الجوف جاء خطوة انتقامية ضد للمملكة العربية السعودية، بعد أن استشعر تيار الإصلاح داخل الشرعية بأن جهود التحالف نحو إعادة الهيكلة ماضية في طريقها، تحديداً وأن رئيس الأركان الجديد يعد أحد العناصر البارزة في حزب المؤتمر الشعبي، ويعد من القيادات التي تنصف على أنها من أعداء مليشيات الحوثي الإرهابية، وهو ما يكشف بعض من الغموض الذي صاحب عملية تسليم الجبهات خلال الأيام الماضية.
وقال عضو المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، إن سقوط الجوف ونهم بيد مليشيات الحوثيين بعد خمس سنوات من الحرب كارثة بكل المقاييس، وتابع: "حذرنا مبكرا من عدم شعور الشرعية بالمسؤولية الأخلاقية إزاء كل الملفات ومن الفساد وملشنة الجيش وافتعال المعارك الجانبية وهذه هي النتيجة، دماء وتضحيات الناس ومستقبلها ليست مجالاً لأجندة الإخوان ومهازلهم".
طالب الناشط السياسي الدكتور حسين لقور، بضرورة محاسبة أعداء اليمن والجنوب الحقيقيين، من إخوان الشرعية، وكتب لقور، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تابعها المشهد العربي: "فساد، خذلان، مؤامرة.. ما جرى في الجوف لا يمكن تحميله للمقاتلين على الأرض".
وتابع: "الحوثة مهما كان هم أعداء الجميع وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة وبالتالي من خذلوا المقاتلين على الأرض هم أول من يجب أن يتم محاسبتهم"، وأضاف: "التهاون في كارثة الجوف أمرا فظيعا ثمنها دماء وخسارة ستطال الجميع".
ومن جانبه قال عضو الجمعية الوطنية الجنوبية إن استلام مليشيا الحوثي نهم والجوف من حكومة الشرعية سيتبعه استلامها مأرب وشبوة ووادي حضرموت، ومن ثم سيصبح اتفاق الرياض حبر على ورق.
وأضاف بن عطية: "البعض يفرح بسقوط نهم والجوف وأصبح مثل إخونج الشرعية عندما يفرحون باستهداف الإرهاب للكوادر الجنوبية، وهذا خطأ لان ذلك السقوط سيجعل المناطق المحررة في خطر كبير".