تفجير شاحنات الإغاثة.. جريمة حوثية تستهدف إطالة أمد الصراع

الثلاثاء 3 مارس 2020 01:20:00
تفجير شاحنات الإغاثة.. جريمة حوثية تستهدف إطالة أمد الصراع

تسعى المليشيات الحوثية إلى إطالة أمد الصراع في اليمن لأطول فترة ممكنة بكافة السبل وهو ما يجعلها أكثر إقداماً على ارتكاب الجرائم التي تطال المدنيين بما يجعلهم غير قادرين  على مواجهة انقلابها على الشرعية، ولعل من أبرز تلك الجرائم استهدافها لشاحنات المساعدات الإنسانية.

واستمراراً لجرائمها فجرت ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، عبوة ناسفة في قاطرة تحمل موادا إغاثية لأهالي الحديدة، وأسفر الانفجار عن إصابة سائق الحافلة ومرافقه في خط الدريهمي، بمحافظة الحديدة.

وكشف مصدر طبي في مستشفى الدريهمي عن هوية المصابين، وهما السائق عبدالله محمد عبدالله، ومرافقه عبدالله أحمد علوي، وخلفت ألغام مليشيا الحوثي مئات الشهداء والجرحى من المواطنين والعاملين في المنظمات الإغاثية.

وأعرب أهالي محافظة الحديدة، اليوم الإثنين، عن استنكارهم وغضبهم الشديد للعملية الإرهابية التي نفذتها مليشيات الحوثي باستهداف الشاحنة، وأكدوا أن استهداف المليشيات الحوثية للشاحنة يأتي لإعاقة وصول المواد الإغاثية التابعة للمنظمة إلى المتضررين والنازحين من أبناء محافظة الحديدة.

وأشار الأهالي، إلى أن المليشيات الحوثية تواصل عمليات النهب والاعتداء على المساعدات والمنظمات الإغاثة في محافظة الحديدة .


وقبل عامين تقريباً استهدفت الميليشيات الحوثية، ثلاث شاحنات تابعة لـمركز الملك سلمان للإغاثة، كانت في طريقها إلى محافظة مأرب، وعلى إثر التفجيرات شرعت الفرق المختصة في التحالف العربي بالتحقيق في الواقعة والتي أثبت تورط العناصر المدعومة من إيران في ارتكابها.

واتهم ناشطون في مجال الإغاثة ميليشيات الحوثي بعرقلة نشاط المنظمات الإنسانية والاستحواذ على المساعدات لتوزيعها على عناصرها أو تسخيرها لمجهودها الحربي، وسبق أن استهدفت المليشيات الحوثية مطاحن البحر الأحمر ما أدى إلى تلف نحو 20 في المائة من مخزون القمح في مخازنها.

وكشفت مصادر عاملة في مجال المساعدات الإنسانية في صنعاء، أن جميع المشروعات الإغاثية والتنموية للمنظمات الدولية متوقفة منذ يناير الماضي بسبب رفض ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية الذي أنشأ بواسطة مليشيا الحوثي , منح تصاريح للمشروعات الجديدة .

وقالت المصادر في تصريحات سابقة لـ "المشهد العربي"، إن المجلس الذي قامت المليشيات بإنشائه للسيطرة على المساعدات، رفض منح أي تصريح لمشروع جديد منذ يناير الماضي, وإن النشاط الإنساني مهدد بالتوقف جراء تعنت المليشيا.

وأضافت المصادر، أن المليشيا تطالب بشكل صريح وفج مبالغ مالية مقابل تسهيل المشاريع الإنسانية والإغاثية التي تنفذها منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني .

وأوضحت، أن المليشيا تطالب بإعادة صرف المبالغ التي كان يقدمها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وكانت مليشيا الحوثي قد قامت بفرض ضرائب على المشاريع الإغاثية والإنسانية ردا على إيقاف الميزانية التي كانت تصرف من ( أوتشا ) للحوثيين, قبل أن تتراجع بعد الضجة الأخيرة، غير أن المصادر، أكدت أن المليشيا ما تزال ترفض منح تصاريح جديدة للمشاريع الإنسانية والإغاثية رغم إعلانها التراجع عن فرض الضرائب .

وبحسب تقارير حكومية فإن الميليشيات احتجزت ونهبت منذ وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى الحديدة عقب اتفاق استوكهولم في 23 ديسمبر 2018 إلى نهاية ديسمبر 2019، نحو 440 شاحنة محملة بمساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود خاص بالمستشفيات في محافظات الحديدة وإب وصنعاء.

وأوضحت المصادر ذاتها أن الميليشيات نهبت مساعدات طبية خاصة بشلل الأطفال وإنفلونزا الخنازير في عدد من المحافظات وباعتها للمستشفيات الخاصة بمبالغ كبيرة، ونهبت أيضاً مبلغ 600 مليون ريال يتبع منظمة الصحة العالمية وكان مخصصاً للقاحات شلل الأطفال في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وطالت انتهاكات الحوثي العاملين في المنظمات الإغاثية؛ حيث منعت 120 موظفاً من الوصول إلى أحد مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة، يحتوي على 51 ألف طن من المساعدات تكفي لأكثر من 3.7 مليون شخص لأكثر من 8 أشهر، وقصفت تلك المخازن مما أدى لإتلاف كمية كبيرة من تلك المساعدات.