صغارٌ في محارق الموت.. ماذا فعل الحوثيون بالأطفال؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ووثّق تقرير حقوقي اختطاف المليشيات الحوثية، المدعومة إيرانيًّا، الأطفال في مناطق سيطرتها، خيث اختفى 136 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، في مناطق سيطرة المليشيات، خلال العام الماضي، في ظل تجنيدهم للأطفال والزج بهم إلى ساحات القتال.
وسجّلت محافظة صنعاء أكبر الأرقام لضحايا الإخفاء القسري، تليها محافظة صعدة.
وكانت مليشيا الحوثي قد اختطفت عشرة أطفال بمديريتي جهران وميفعة عنس في ذمار، ونقلتهم إلى جبهات القتال، بحسب مصادر محلية قالت إنّ قوات تابعة لمليشيا الحوثي أقدمت على اختطاف الأطفال ونقلتهم للقتال معها دون علم أسرهم.
وأضافت المصادر أنّ قيادات من مليشيا الحوثي وراء عملية اختطاف الأطفال بتلك الطريقة، ولفتت إلى أنّ المليشيات نقلت الأطفال إلى ملعب ذمار الرياضي، قبل أن تنقلهم مجددًا إلى جهة مجهولة لتدريبهم على القتال معها.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع التعليم ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي، فيما سواء بحرمان الطلاب من التعليم بالإضافة إلى تحويلهم إلى مجندين تزج بهم في جبهات القتال.
المليشيات الحوثية الموالية لإيران عملت على "ملشنة" التلاميذ بحصص تعبئة فكرية، في المدارس الواقعة بمناطق سيطرتها، حيث قامت المليشيات بتحويل مدارس صعدة إلى وكر للتطرف وتجنيد الصغار، وإرسالهم إلى الجبهات، كما فرضت المليشيات حصصًا دراسية للأنشطة الطائفية وتلقين خطب زعيمها.
وحذَّر تربويون وأولياء أمور من هذه الحملات الجديدة، بعدما لاحظوا أن عناصر المليشيات الإجرامية، يواصلون حملاتهم في مدارس صعدة وإب وذمار وصنعاء، لتغيير أسماء المدارس، وتلقين الطلبة أفكارهم المسمومة،كما خصّصت المليشيات حصصًا للتعبئة الفكرية والقتالية في كثير من المدارس بالمحافظات الأخرى.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بإجبار المدارس على إحلال الصرخة الخمينية مكان النشيد الوطني، وتغيير البرامج الإذاعية الوطنية بأخرى طائفية، ولكنها دشنت أخيراً مخططاً لتغيير أسماء مدارس حكومية وفقاً للأجندة والأهداف الطائفية للمليشيات.
كما لم تكن مدارس إب الحكومية بعيدة عن انتهاكات وجرائم المليشيات الحوثية، فقد أكدت مصادر تربوية قيام المليشيات، بتغيير أسماء مدارس تقع بعدد من مديريات المحافظة الواقعة تحت سيطرتها.
وتقول تقارير رسمية إنّ نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
وانتهجت المليشيات أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.
وبسبب فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، تكشف تقارير رسمية أنَّ أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.