ألغام الحوثي.. أرضٌ فخّختها المليشيات ويُطهِّرها مسام
إلى جانب دورها السياسي والإغاثي والعسكري، فإنّ إزالة الألغام يعتبر أحد أهم الجهود التي تؤديها المملكة العربية السعودية، في مواجهة المشروع الحوثي الإرهابي.
المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" أعلن اليوم الخميس، تنفيذ عملية تفجير وإتلاف لعدد من ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
البرنامج قال في بيان له، إنّ عملية الإتلاف والتفجير شملت 428 لغمًا وذخيرة غير منفجرة في كرش بمحافظة لحج.
وكان مشروع مركز الملك سلمان لنزع الألغام "مسام"، قد استعرض خلال فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الثاني، هذا الأسبوع، جهوده في نزع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وقدم "مسام" عرضًا مرئيًّا للزوار عن جهوده باليمن وكيفية نزع الألغام غير المنفجرة، والتي راح ضحاياها آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء.
ويهدف مشروع مركز الملك سلمان "مسام" إلى تطهير مناطق آمنة للسماح بعبور المساعدات الإنسانية وإيصال الإمدادات الطبية للمتضررين من اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية.
وطهر مشروع "مسام" مند إنشائه في أبريل من عام 2018، مساحة بلغت ثمانية ملايين و 578 ألف كيلو متر مربع، ونزع أكثر من 145 ألف لغم مضاد للأفراد ومضاد للدبابات، وذخائر غير منفجرة وعبوات.
ولا يقتصر عمل المشروع الذي يعمل تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على عملية نزع الألغام وإتلافها، بل يمتلك فرقًا خاصة لجمع القذائف غير المنفجرة والتي حولها الحوثيون إلى عبوات ناسفة تستخدم غالبا لنسف الجسور ومنازل السكان.
وفي الساحل الغربي، يعمل مشروع "مسام"، بـ16 فريقًا هندسيًّا موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، والدريهمي، إلى جانب موزع، والوازعية، والخوخة، وحيس، ويختل، إضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج، وذلك لتخفيف وطأة المعاناة عن المدنيين.
هذه الجهود المقدرة تستهدف مواجهة الإرهاب الحوثي المتصاعدة، فالمليشيات منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.
وخلال الأيام الماضية، توسَّعت المليشيات الحوثية في زراعة الألغام التي تُوصف بأنّها "حدائق موت" في محافظة الحديدة.
وبحسب المصادر، فقد استقدمت مليشيا الحوثي خبراء المفرقعات والعبوات من محافظة صعدة بينهم أجنبيان، قد تمّت مشاهدتهم في زبيد والـحسينية وبـيت الفقــية على متن سيارة مدنية غير مصفحة.
تحركات هذه العناصر تكون في المساء عند جنوح الظلام، يشرفون على دراسة المواقع وأماكن تركيب حقول ألغام.
وأعادت فرق هندسية تابعة لمليشيا الحوثي زراعة حقول الألغام والعبوات الناسفة لا سيما في مينائي الصليف ورأس عيسى وسيتي ماكس ومدينة الصالح والكيلو ١٦.