مأرب.. بيئة خصبة لتفاهمات حوثية إصلاحية جديدة
رأي المشهد العربي
في أعقاب تسليم مليشيات إخوان الشرعية أجزاء كبيرة من جبهات نهم والجوف، أضحت محافظة مأرب التي يتخذها الإصلاح نقطة انطلاق لممارسة جرائمه الإرهابية في الجنوب أرضية خصبة لمزيد من التفاهمات بين العناصر التي تهيمن على الشرعية وكذلك المليشيات الحوثية التي وسعت أيضاً نفوذ تواجدها في مأرب ضمن خطة التسليم والتسلم المتفق عليها سراً بين الطرفين.
هناك جملة من المقومات التي تجعل من مأرب بيئة مناسبة لعقد مزيد من التفاهمات بين الطرفين، على رأسها؛ تواجد عدد كبير من قيادات مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في تلك المحافظة والتي تقوم بمهمة تنفيذ ما يجري التوافق عليه من اتفاقيات إقليمية بين قطر وإيران وتركيا، ومع توسيع النفوذ الحوثي أضحى وجود القيادات الحوثية في تلك المحافظة من دون خطر يذكر بعد أن استطاعت المليشيات تأمين العديد من الطرق التي كانت من قبل بحوزة الشرعية.
وجود أكبر كم من قيادات الطرفين يجعل من مهمة تنفيذ المؤامرات يجري بصورة سلسة لأنه من المتوقع أن تكون هناك العديد من الاجتماعات السرية بين الجانبين، وقد تكون تلك المحافظة بمثابة نقطة انطلاق حوثية إصلاحية نحو الجنوب الذي يتسلح بكل قوته للتعامل مع أي تهديد متوقع.
بالإضافة إلى ذلك فإن تزايد أعداد النازحين في محافظة مأرب وسط أرقام حقوقية واردة من هيئة الصليب الأحمر تشير إلى وجود 70 ألف نازح في المحافظة مع تردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية، قد يمهد للدفع بالعديد من هؤلاء إلى محافظات الجنوب بهدف إرباكها وجعلها غير قادرة على التعامل مع أي هجوم حوثي إصلاحي، وهو أمر ارتكنت عليه في السابق مليشيات إخوان الشرعية في خضم خططها لاختراق العاصمة عدن.
على المستوى الشعبي فإن الشرعية تعمل بكل ما أوتيت من قوة على غسل أدمغة المواطنين اليمنيين وتأليبهم ضد الجنوب، إذ أنها لم تتوقف عن استغلال المساجد وخطب الجمعة في الزج بأتباعها ضمن المليشيات التي تعيث فساداً في شبوة وأبين ووادي حضرموت، وهو أمر يتلاقى مع رغبة المليشيات الحوثية التي تسعى لاختراق الجنوب بأي طريقة في ظل عدم قدرتها على النفاذ إليه عبر الضالع.
البيئة الخصبة في مأرب دفعت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث للتوجه نحوها، بحسب ما أكدته مصادر دبلوماسية وإعلامية عدة، وهي الزيارة التي قد تكون واجهة لمزيد من التنسيق بين الطرفين، لأن المبعوث الأممي سيبحث مسألة خفض التصعيد وهو أمر يريده الحوثي والإصلاح بعد أن انتهيا من تنفيذ خطط تسليم الجبهات في الشمال، ومن ثم فإن هدوء الأوضاع في المحافظة يُفسح الباب أمام التخطيط بهدوء إلى استهداف محافظات الجنوب.