الخطر الحوثي المتصاعد.. كيف تهدّد المليشيات أمن الملاحة؟
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران العبث بأمن الملاحة في المنطقة، عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم الإرهابية.
أحدث هذه العمليات كان محاولة الهجوم الإرهابي الذي استهدف إحدى ناقلات النفط في بحر العرب.
وقال الناطق باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، إنه جرى إحباط وإفشال عمل إرهابي وشيك كان يستهدف إحدى ناقلات النفط في بحر العرب وبمسافة 90 ميل بحري جنوب شرق ميناء نشطون.
وأضاف أنّ المحاولة جرت خلال إبحار ناقلة النفط باتجاه خليج عدن، حيث حاولت 4 زوارق مهاجمة السفينة وتفجيرها بأحد هذه الزوارق غير المأهول والذي يتم التحكم به من بعد.
وأكّد "المتحدث" أنّ التهديد البحري لأمن الطاقة العالمي وتهديد طرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية للسفن والوسائط البحرية، أصبح تهديدًا استراتيجيًّا للأمن العالمي.
وأضاف أنّ الفترة الأخيرة شهدت إتساع تهديد التنظيمات الإرهابية للمضائق البحرية من جنوب البحر الأحمر لمضيق باب المندب وخليج عدن، امتداداً لبحر العرب ومضيق هرمز.
وشدّد على استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف في تطبيق الإجراءات والتدابير اللازمة لتحييد وتدمير أي تهديد بحري بمنطقة عمليات التحالف البحرية، ولفت إلى أنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعو الشركاء الدوليين بتوحيد وتكاتف الجهود الدولية لتحييد هذه التهديدات على الأمن العالمي.
مجلة "فوربس" الأمريكية حذَّرت من أنَّ القوارب المتفجرة المخفية التي يستخدمها الحوثيون قد تُشكِّل تهديدًا جديدا لناقلات النفط قبالة السواحل.
وأضافت أنّ الصور التي عرضها التحالف العربي تبرز شكلاً جديداً من القوارب المتفجرة التي طورها الحوثيون، مشيرةً إلى أنّ القارب المصور يعد واحدًا من أربعة قوارب تورطت في محاولة للهجوم على الناقلة النفطية مؤخرًا.
وأشارت إلى أنّه في حين أنّه لم يتم بعد تأكيد الكثير من التفاصيل، بما في ذلك مسألة تصميم الحوثيين لتلك القوارب، إلا أن ذلك يشير إلى تهديد جديد لحركة الناقلات في المنطقة.
وأوضحت المجلة أنّ الحوثيين المدعومين من إيران استخدموا عددًا من الطرق لمهاجمة حركة السفن والناقلات البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب، بما في ذلك استخدام الألغام البحرية المصممة محليًا والصواريخ المضادة للسفن بالإضافة للقوارب المتفجرة ـ كما تظهره هذه الحالة.
وتابعت: "يعتمد هذا النموذج الجديد من القوارب المتفجرة على مركب شراعي صغير، وهو عبارة عن قوارب صيد صغيرة تستخدم في المنطقة. وهذا يعني أنه يمكن إخفاءه بسهولة أكبر كما أن تحديده كتهديد يصبح أصعب بالإضافة إلى ذلك قد تكون مسألة عمل تلك القوارب أرخص أيضًا مع إمكانية تحويل سفن الصيد الحالية".
وأشارت إلى أنّ القارب المتفجر هو مجرد سفينة صغيرة محملة بالمتفجرات تقوم بالارتطام بالسفينة المستهدفة، موضحةً أنّ هذه الفكرة ليست جديدة وقد استخدمت خلال الحرب من قبل دول بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا وإسرائيل، وكذلك من قبل جهات فاعلة غير حكومية مثل نمور التاميل التايلاندية والقاعدة.
وقالت "فوربس": "حتى الآن تمت السيطرة على نماذج القوارب الحوثية الموجهة عن بُعد، ووفقًا للغة البحرية تعتبر هذه سفن سطحية غير مأهولة، كما أن نماذج الحوثي يطلق عليها أيضا الأجهزة المتفجرة المرتجلة المنقولة عن طريق المياه".
وتسعى مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لدفع التصعيد إلى أقصاه، بتهديدها أمن الملاحة البحرية، وتحاول الضغط على عصب حساس، للكثير من بلدان العالم التي يُعتبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر شريانا حيويا لنقل نفط الخليج إلى أسواقها.
مثل تلك العمليات الإجرامية تحاول المليشيات الحوثية تنفيذها باستخدام أسلحة إيرانية، استجابة لأوامر مباشرة قادمة من طهران.