الفقيد الشاعر بارجاء في حضرة الضالع ثائرا
أحمد الربيزي
- قوة الإيمان !
- إقالة عوجى للبشمرجي "ابو عوجه"
- جرائم (إخوان اليمن) وقميص البراءة
- الأمر أكبر من إقالة "لعكب"
رحم الله الشاعر والأديب على أحمد بارجاء، الذي فقدته الساحة الثقافية الحضرمية، والجنوبية عموماً، هذا الرجل الحاضر في ذهني من خلال ما كنت أسمع وأقرأ عنه، ولم يحصل لي الشرف بمعرفته عن قرب، عدى ما تم في ذات أمسية من الحديث معه عبر الهاتف، وكان عبر الصديق العزيز الاستاذ نبيل سعيد، تبادلنا كليمات لازالت ترن في مسامعي، وكنا ليلتها نستفسر في موضوع فني غنائي كان حديثنا، الذي شاركناه الأديب الراحل "بارجاء" عبر الهاتف.
وانتهى اتصلنا به على أمل الالتقاء به ذات يوم ..
اليوم وانا أطالع ما كتبه عنه الكثير من زملائه تمنيت انني تعرف عن الفقيد "بارجاء"، أكثر، لكن يبدو أن مثقفي الوطن المغدور، يسرقهم الموت واحدا بعد آخر من على الرفوف المهملة لذاكرة الوطن المنهكة بالحرب، والمزدحمة بشخوص أمراء الحروب وأفعالهم.
ولعل ما استفزني لكتابة هذه الكليمات، قرأتي اليوم لأبيات شعرية قالها الشاعر الأديب الفقيد على أحمد بارجاء ارسلها لي صديقه المكلوم الإعلامي المبدع الاستاذ نبيل سعيد، ومن أول ما قرأتها رقرقة عيناي بما لا أحب، لما تحتويه من مشاعر إنسانية سكبها حزناً على أرواح شهداء مجزرة سناح، التي ارتكبها المجرم ضبعان قائد لواء 33 في 27 ديسمبر 2013م حين قصف بمدفعياته ودباباته من داخل معسكره قصف بحقد مخيم العزاء الذي أقيم في ساحة مدرسة سناح الحدودية، للتعبير عن تضامن ابناء الجنوب مع أسرة الشهيد فهمي الضالعي. وأرتكب بذلك ما تعرف بمجزرة سناح التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى.
ابيات شعرية بقدر مافيها من حزن وألم وأسى، على أرواح الشهداء، الا انها كذلك حملت مشاعر الحماسة الثورية التي تتفجر في صدر الشاعر "بارجاء" الثورية التي لا تُهزم ولا تنكسر، الثورية الواثقة من الانتصار.
قصيدة رائعة للأستاذ / علي أحمد بارجاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زأر الضالعُ بالأمس زئيراً في الجنوبِ
يلعن الباغي ويُنهي كل حُبٍّ في القلوبِ
هكذا هُمْ, فئةٌ ضَلَّت عن الحق المبينِ
لا تعي شيئاً سوى التكفير والقتل اللعينِ
نشروهم كوحوشٍ, لا ترى للغير حقَّا
فمضوا, في الغيِّ, والحِقدُ يشقُّ الصفَّ شقَّا
يتباهون على الأرض بآلات الدَّمارٍ
كم أبادوا ثم لاذوا بعد قتلٍ بالفرارِ
إنها مذبحةٌ قد أَفقَدَتْ حِلْماً وصَبْرا
ذكَّرتنا دِيرَ ياسينَ وشاتيلاَّ وصَبْرا
فابشروا فالفجر آتٍ بانتصارات عِظامِ
وسنحيا في أمان ذات يوم وسلام
ولهم خزيٌ وعارٌ كل يوم وشنارُ
ولنا المجدُ, وحتماً يعقُبُ الليلَ النهارُ
رحم الله الشاعر الأديب على أحمد بارجاء واسكنه فسيح جناته..
إنا لله وإنا إليه راجعون