انتقالي فوق الرؤوس
رأي المشهد العربي
لم يكن متوقعًا أن يأتي ذلك اليوم الذي يمنع فيه أعضاء بالمجلس الانتقالي الجنوبي من العودة إلى العاصمة عدن.
من الطبيعي أن تثير هذه الواقعة ردود فعل غاضبة، لكنّ القيادة الجنوبية حافظت على هدوئها حتى الرمق الأخير، وقد تجلّى ذلك في اللهجة الدبلوماسية المتزنة التي استخدمها بيان المجلس.
المجلس الانتقالي أبدى امتعاضه من الواقعة، لكن آثر الانتظار للحصول على توضيحات من التحالف العربي؛ تقديرًا لجهوده بقيادة المملكة العربية السعودية في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.
اتضحت هذه اللهجة الهادئة أكثر في مطالبة المجلس الانتقالي من شعبه التزام الهدوء والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس؛ تخوفًا من خروج الأمور عن السيطرة، وهو أمرٌ لا تُحبِّذه القيادة الجنوبية على الإطلاق.
السعودية أصدرت بيانًا عبر وزارة خارجيتها، تحدّثت عن ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض، لكنّ بيان المملكة لم يحمل أي ردود على الإيضاحات التي طلبها المجلس الانتقالي، وهو ما فرض مزيدًا من الضبابية على المشهد.
التحالف لا يجب ولا يمكن أن يأخذ موقفًا معاديًّا من الجنوب، الذي قدَّم كل التضحيات وأبلى أعظم البلاء في مكافحة الإرهاب والتصدي للتنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.
وقد أثبتت جبهات القتال أنّ الجنوب وقيادته السياسية والعسكرية تقف إلى جانب التحالف العربي في خندق واحد في التصدي للمشروع الحوثي -الفارسي - الإخواني، وهو ما يتوجّب البناء عليه من أجل التصدي لكافة الأخطار.
على المستوى الشعبي، فإنّ الجنوبيين رفعوا قيادتهم السياسية فوق الأعناق، والتفوا وراءهم من أجل الدفاع عن الوطن، والتصدي للمؤامرات التي تُحاك ضده، وقد تجلّى هذا الدعم كثيرًا خلال الساعات الماضية من تأييد واسع شامل تجاه القيادة السياسية.