مأساة الحزم الأكبر.. ماذا بعد جرائم الحوثي وخيانة الشرعية؟
يواصل سكان محافظة الجوف دفع ثمن الجرائم الحوثية الغاشمة والتواطؤ الذي ارتكبته حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني.
وتحوَّلت مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، إلى مدينة أشباح ومركز للقمع والاعتقالات بعد أن استباحت المليشيات الحوثية المدينة وسكانها منذ اقتحامها مطلع شهر مارس الجاري.
وكشفت مصادر محلية عن أنّ النازحين من المديرية فرُّوا بأنفسهم وأسرهم من جحيم القمع والنهب الذي تمارسه مليشيا الحوثي في المدينة.
وتعرّضت مستودعات أكثر من 13 مؤسسة تجارية للنهب والسرقة منذ الاجتياح الحوثي للمدينة، فيما أصبحت المحال الصغيرة بيد عناصر المليشيات الإرهابية، التي أخذت ما بداخلها من بضائع من دون مقابل.
وكثيرةٌ هي الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية في محافظة الجوف فور سيطرتها عليها مطلع الشهر الجاري، ليواصل هذا الفصيل الإرهابي جرائمه التي تعادي الإنسانية وتُخلِّف وراءها واقعًا إنسانيًّا شديد البشاعة.
ونفّذت المليشيات الحوثية إعدامات بحق المدنيين، وتصفية الجرحى وتنفيذ اعتقالات طالت الأطباء والموظفين، مع مداهمة المنازل في مدينة الحزم.
وهربًا من هذه الجرائم الباطشة، لجأ عشرات الآلاف للهروب والنزوح من المحافظة، للنجاة بأنفسهم من الجرائم العديدة والمتواصلة التي ترتكبها المليشيات الحوثية.
وإذا كانت المليشيات الحوثية هي السلاح الذي يمارس كل هذا القتل والفتك بالمدنيين، فإنّ حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة ونفوذ حزب الإصلاح الإخواني تتحمّل هي الأخرى جانبًا من المسؤولية بعد ارتكابها جريمة الخيانة عبر تسليم هذه المدينة للمليشيات الموالية لإيران.
لا يقتصر الأمر على استهداف المدنيين والتنكيل بهم وممارسة آلة قمع شديدة الفتك بهم، إلا أنّ هذه الخيانة الإخوانية التي وقعت في محافظة الجوف اندرجت ضمن مؤامرة تستهدف الجنوب وأمنه واستقراره.
ففي أعقاب سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف، فقد عقدت حكومة المليشيات "غير المعترف بها" اجتماعًا، ترأسه عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي بحضور رئيس الحكومة عبد العزيز بن حبتور، وقيادات عسكرية وأمنية تابعة لأجهزة المليشيات، تمّ خلاله الإقرار بخطة مهاجمة الجنوب.
الخطة تضمَّنت مجموعةً من السياسيات والبرامج والخطوات العملية التي غطّت أربعة محاور رئيسية تشمل العسكري والأمني والسياسي والثقافي، التي سيتم البدء الفوري في تنفيذها ميدانيًّا بعد إقرارها من رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.
وناقش الاجتماع الخطط الفرعية المقدمة من قبل المحافظين حول الآليات الأكثر فاعلية لرفض ما سموه "احتلال التحالف"، وفي المقدمة حشد الطاقات البشرية على المستوى المحلي للمواجهة الميدانية.
خيانة "الإصلاح" الجديدة بتسليم جبهة الجوف للحوثيين والاجتماع الذي عقدته قيادة المليشيات، يُوضّح بما لا يدعو مجالًا للشك ضخامة المؤامرة الإخوانية - الحوثية ضد الجنوب، لا سيّما أنّ تسليم "الإصلاح" جبهة الجوف للحوثيين تزامن معه تحركات موسعة من قِبل المليشيات تجاه الضالع وأبين.