تحركات الإخوان في شقرة والعرقوب.. استفزازٌ للجنوب وإفشالٌ لاتفاق الرياض
عبر سلسلة طويلة من التحركات العسكرية المشبوهة، استطاعت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني العمل على إفشال اتفاق الرياض بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على توقيعه.
ففي أحدث الخروقات لبنود الاتفاق، وجهت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، تعزيزات عسكرية اليوم الجمعة إلى كل من شقرة والعرقوب في محافظة أبين.
مصادر محلية قالت إنّ قوة عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية، تحمل علم الوحدة مرت الساعة العاشرة صباح اليوم، بشارع مودية العام قادمة من اتجاه شبوة متجهة صوب شقرة والعرقوب.
وأضافت المصادر أنَّ القوة العسكرية تحمل أسلحة ثقيلة، وعددا من الأطقم القتالية على متنها عدد من الجنود وأسلحة خفيفة أخرى.
يُضاف هذا الخرق الإخواني إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ارتكبها حزب الإصلاح عبر مليشياته المسلحة، من أجل إفشال اتفاق الرياض.
ويمكن القول إنّ إقدام حزب الإصلاح على إفشال الاتفاق راجع في الأساس إلى مخاوف هذا الفصيل الإرهابي على نفوذه ومصالحه التي يستأصلها الاتفاق بشكل كامل، بعدما أثبتت "الشرعية" حرصها على إطالة أمد الحرب.
واستطاع حزب الإصلاح على ما يبدو "تخدير" الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي، الذي أصبح مغيبًا عن المشهد، وتحركه المليشيات الإخوانية كدمية في يديها.
هادي الذي ظهر مبتسمًا سعيدًا في مراسم التوقيع على اتفاق الرياض، يُشير الواقع إلى أنّه أقنع زملاءه في معسكر الشرعية على التوقيع على الاتفاق، لكنّه وعدهم بعدم تنفيذه.
يتفق مع ذلك المحلل السياسي الدكتور حسين لقور الذي قال إنّ هادي فرض على الشرعية التوقيع على اتفاق الرياض، مؤكدا أنه وعدهم بعدم السماح بتطبيقه.
لقور قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الحقيقة التي حاولنا عدم الخوض فيها وتجاوزها منذ حوار جدة هي أن الرئيس هادي فرض على بقايا الشرعية القبول و التوقيع على اتفاق الرياض بعد فشل محاولات إجهاض الحوار".
وأضاف: "نعم هادي فرض على البقية التوقيع وتعهد لهم في نفس الوقت أنه لن يسمح بتنفيذه، كل ذلك إرضاءا لحلفاء أولاده الشجعان".
يتضح من ذلك أنّ المؤقت هادي وافق على التوقيع على الاتفاق كخطوة شكلية منعًا للإحراج على ما يبدو أمام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حتى لا تظهر الشرعية بمظهر المعرقل للعملية السياسية.
لكن في المقابل، أعطى المؤقت هادي الضوء الأخضر أمام المليشيات الإخوانية من أجل أن تعبث بمسار الاتفاق عملًا إلى إفشاله من أجل حفظ نفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا، لا سيّما أنّ الاتفاق يستأصل هذا النفوذ بشكل كامل إذا ما طُبِّق وفقما اتفق عليه.