تحقيق يكشف المأساة الحقيقية لجرائم ميليشيات الحوثي..

تجنيد «الأطفال».. مخطط عدواني لإنشاء جيل قائم على الخوف والرعب

الاثنين 1 يناير 2018 10:29:00
تجنيد «الأطفال».. مخطط عدواني لإنشاء جيل قائم على الخوف والرعب
وام:

كشف تحقيق ميداني داخل اليمن عن المأساة الحقيقية التي خلفتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على كاهل الأطفال، الذين دفعوا ثمن القتل والتدمير والنزوح والفقدان، فيما تنشط كتائب الميليشيات في تجنيدهم كوقود للحرب. ورصد التحقيق الذي أجرته «وكالة أنباء الإمارات» (وام) أسوأ ما فعله «الحوثيون» قبيل هزائمهم المتلاحقة على أيدي قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، لاسيما ما علق في ذاكرة الأطفال والذي يظهر الوجه الأبشع لمخطط عدواني تنفذه قوى إقليمية عبر الميليشيات لإنشاء جيل قائم على الخوف والرعب.

كوابيس

يقول الطفل ناجي من مدينة المخا على الساحل الغربي «منذ الانقلاب..شهدت الأوضاع المعيشية معاناة صعبة كون الميليشيات كانت تتبع معنا سلاح التجويع والتخويف»، مشيرا إلى توقف الحياة بشكل كامل وعدم استطاعته التواصل مع أي من رفاقه، حيث كان «الحوثيون» يقابلون ذلك بالخطف والترويع أو الزج بالأطفال في مراكز تدريبية تمهيدا لإرسالهم إلى الجبهات كوقود حرب.

ويحكي مكررا على لسانه كلمة «كوابيس» قصة أحد رفاقه الذين اختطفتهم الميليشيات وشاهده في فيديو لاحقا كأشلاء، بعد أن انفجرت به عبوة ناسفة كان في طريقه لزرعها في إحدى الطرقات.

ويتابع قائلا «الآن..تغير الوضع كثيرا ولا زلت أتطلع إلى اللعب مع من تبقى من الرفاق، في ظل الأمن والأمان بالمدن التي تم تحريرها على يد التحالف».

ويتطلع ناجي إلى إكمال دراسته بإحدى المدارس التي تم تأهيلها على أيدي «الهلال الأحمر»، ويطمح إلى أن يكون ضابطا بالجيش، ليحافظ على تراب بلده ويحمي أطفاله ونساءه كي لا تتكرر مأساته ورفاقه ذات يوم.

الألغام

أما الطفل يحيى من مدينة الخوخة، فيشير إلى أن ميليشيات الحوثي كانت تحاصر المدينة التي يعيش فيها مع أسرته حيث والده الذي كان يعمل في مهنة الصيد. ويقول إن «الألغام» كانت الهاجس الكبير الذي رافقه كثيرا في مهمته اليومية التي تبدأ في الصباح الباكر، مشيرا إلى أن الميليشيات نهبت كل شيء ولم تترك إلا الألغام الأرضية والبحرية التي شكلت معاناة كبيرة لأبناء المدينة والقرى المحيطة. ويضيف «كنت أشاهد الحوثيين وهم يلغمون كل شبر في الأرض بانتقام كبير حتى راح ضحية هذه الألغام الكثير من زملائي وأقاربي وأبناء بلدتي». متسائلا: «ما ذنب هؤلاء»؟!

ومع بداية التحرير على يد قوات التحالف العربي اختلف الوضع كما قال يحيى، منوها إلى أن أول ما كان ينتظره هو «نزع الألغام» ليتسنى له التخلص من الهاجس الكبير الذي رافقه طيلة الفترة التي أعقبت الانقلاب. ويؤكد أن هذا ما تحقق. وقال «الهلال الأحمر الإماراتي ساعدنا على تخطي الظروف المعيشية الصعبة من خلال التوزيع السخي للمساعدات وانتزاع الألغام وتطهير المناطق التي نعيش فيها».

الحصار

ولم يبتعد الطفل عبد اللطيف من منطقة حيس التابعة لمدينة الحديدة عن رفاقه كثيرا، فوالده الذي كان يعمل في صناعة القوارب ومستلزمات الصيد كان يوفر له متطلباته، إلا أنه في ظل الانقلاب الحوثي تغيرت الأمور كثيرا. ويقول «حصار ميليشيات الحوثي الإيرانية حرق الأخضر واليابس ومنع عنا كل سبل الحياة بكافة معانيها وأصبحنا رهائن في منازلنا..كنا نعاني قلة الأكل والشرب». ولا ينسى مشهد والده الذي أتعبه المرض وأنهك قواه فيما يملأ صراخ أخيه الصغير أنحاء المكان من الجوع، وحينها حث والده على الخروج لطلب العلاج ورأى الانهزام في عينيه، وفقد الأمل في الحياة حيث كان الحوثيون يقتلون كل من يفكر في الخروج من بيته». وأضاف أن أكثر ما لفت انتباهه في تدخل التحالف أن عمليات التحرير كانت تجري على الأرض مصحوبة بعمليات إغاثية وإنسانية وتنموية.

انهيار الميليشيات

لم يقطع الحديث مع الأطفال، سوى الاحتفالات الكبيرة التي عمت المكان فجأة إثر عمليات بطولية جرت في الخوخة، قابلها الأهالي بالتعبير عن فرحهم بالتخلص من حصار الميليشيات التي سرعان ما شهدت صفوفها انهيارات متسارعة وعاشت حالة من الارتباك والخوف. وتناقل أهالي المدينة الحديث عن الضربات التي وجهتها مقاتلات التحالف العربي ووصفوها بأنها كانت قوية ومركزة ونجحت في استهداف عدد كبير من قياداتها ممن يديرون المعارك في مواقع مختلفة.

وخلال الاحتفالات، صور الأهالي حالات الهروب الجماعي للميليشيات في الجبهات أمام المقاومة الشعبية بإسناد جوي وبحري كبير من قوات التحالف. وفور عودة مظاهر الحياة الطبيعية من جديد إلى المناطق المحررة على الساحل الغربي لليمن، بدأت هيئة الهلال الأحمر توزيع السلال الغذائية على اليمنيين بما يكفل سد النقص الغذائي، معلنة خلال الاحتفالات عن خطة لصيانة البنية التحتية التي تتضمن في شق منها المدارس والمساجد والمستشفيات.

صمود وثبات

وشهدت «وكالة أنباء الإمارات» خلال 11 يوما زارت خلالها عددا من المدن اليمنية الموقف التاريخي الإماراتي ضمن قوات التحالف على الصعد كافة حيث يد تحرر ويد تبني وتعيد تأهيل المرافق التي دمرتها الميليشيات لاستعادة دورة الحياة الطبيعية، حيث بلغت المساعدات الإماراتية للأشقاء 9.4 مليار درهم خلال عامين ونصف، طالت كافة القطاعات اللازمة ليستأنف الشعب حياته الطبيعية ويكون قادرا على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها.

تطهير ساحل البحر الأحمر

وبدأت قوات الشرعية اليمنية بالتقدم على محاور عدة لتحرير المناطق الساحلية من قبضة الميليشيات وذلك بإسناد كبير من القوات الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي في اليمن. وسهل تحرير الخوخة الذي تم بعد عمليات بطولية ومعارك كبرى كان لقواتنا الباسلة الدور الأكبر فيها تطهير ساحل البحر الأحمر وتوسيع رقعة التحرير لما يمثله الساحل من أهمية كبرى لليمن خاصة من حيث منع تحوله إلى منفذ لتهريب السلاح غير الشرعي للميليشيات. وقالت مصادر ميدانية إن ميليشيات الحوثي تشهد انهيارات متسارعة وتعيش حالة من الارتباك والخوف في ظل الانتصارات الكبيرة لقوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية على الأرض.

فضح شراء الولاءات

وتعول ميليشيات الحوثي الإرهابية على ضعاف النفوس لشراء الولاءات ضمن مخططها العدواني التآمري على اليمن وشعبه وقراره، ولأجل ذلك عملت كل فعل ينطلق من نواياها الإجرامية فقتلت ونكلت للترهيب وإجبار المعارضين لها على الرضوخ لمشروعها وعنجهيتها، وعولت كثيرا على محاولة استقطاب أبناء اليمن الذين يتميزون بالأصالة وعبروا عنها دائما رغم قسوة الظروف، ولا شك أن رفض الحرس الجمهوري الانحياز للحوثي والميليشيات العميلة سوف يسرع القضاء على هذه العصابات وإنهاء مخططها وانقلابها، خاصة أن قوات الحرس الجمهوري تقف اليوم في صف الشرعية وقد اختبرت وعاينت كيف ترتكب الميليشيات الجرائم بمختلف أنواعها وتقتل وتمثل بالجثث وتستبيح حرمات الكون دون أي وازع، ولا شك أن ما حصل للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح خير مثال على ما لدى هذه الفئات من أحقاد ولؤم ووحشية مفرطة لا تمت للبشرية بصلة.

وشهدت «وام» خلال التغطية الإعلامية، رفض أهل اليمن للانقلابيين حيث تعرضوا لجرائم كبيرة ارتكبت بحقهم من قبل الميليشيات استهدفت المدن والأحياء المدنية والبنى التحتية وتم محاصرة الرافضين للانقلاب وتجويعهم وقصف المستشفيات والمدارس، في جرائم يندى لها جبين الإنسانية، مما ضاعف عزيمة اليمن وشعبه المدعوم من أشقائه في دول التحالف على ضرورة المواجهة والانتصار كنتيجة حتمية. فيما يمثل عودة الحرس الجمهوري للشرعية تعزيزا للصف في مواجهة المتآمرين والمجرمين، لإكمال التحرير الذي بات يشمل أكثر من 90% من أراضي اليمن.

الدور الإنساني للإمارات

وواكبت «وكالة أنباء الإمارات» الدور الإنساني والإغاثي والتنموي الكبير للإمارات على أرض اليمن حيث مساعداتها خلال الفترة من أبريل 2015 حتى نوفمبر 2017 بلغت نحو 9 مليارات و400 مليون درهم وذلك بحسب التقرير الصادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

وشملت المساعدات مختلف القطاعات والجوانب الحياتية وهو ما يعكس حرص الإمارات وقيادتها الرشيدة على مستقبل الشعب اليمني والتخفيف من معاناته جراء السياسة التدميرية للميليشيات والعمل على توفير كافة المقومات الأساسية لإعادة دورة الحياة الطبيعية. وسيرت الإمارات مئات القوافل التي تحمل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية، وأولت عناية فائقة لدعم جميع القطاعات.