الشرعية ترد على إبعاد الجبواني بتسليم اللبنات
رأي المشهد العربي
تسيطر على الشرعية حالة من الارتباك منذ إبعاد المدعو صالح الجبواني من منصبه كوزير للنقل، ظهر ذلك في جملة من القرارات التي صدرت عن بعض قياداتها خلال الأيام الماضية والتي وصلت إلى حد وجود استقالات شكلية لأعضائها للضغط بإعادته إلى منصبه مرة أخرى أو في محاولة لتشكيل حكومة يطغى عليها الإصلاح.
أحد القرارات هذه ارتبط بتسليم معسكر اللبنات في الجوف، والذي يعد من أكبر المواقع العسكرية التابعة للشرعية هناك، وجاءت تلك الخطوة بعد أيام قليلة من إبعاد الجبوابي، مما يعني أنها قد تكون رداً من قبل قطر وتركيا على إبعاد أحد أهم العملاء داخل الشرعية، وبالتالي فإن تلك الخطوة تستهدف بالأساس التحالف العربي الذي كثف من ضرباته القوية على مليشيا الحوثي في الجوف طيلة الفترة الماضية.
يبدو من الواضح أن الشرعية تبحث عن الانتقام، أو بمعنى أدق فأن معسكر الإخوان داخلها الذي يهيمن عليه جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر يحاول أن يفرض سيطرته بشكل كامل بضغوطات بعضها سياسية مثل قرارات الاستقالة الشكلية ومحاولة قنوات الإخوان الإيهام بأن هناك أكثر من خمس وزراء قدموا استقالاتهم، من دون أن يكون لذلك أثر على الأرض.
أو قرارات أخرى يغلب عليها الطابع العسكري كما جرى مؤخراً في الجوف، بجانب تزايد سرعة تحركات مليشيات الإخوان الإرهابية باتجاه العاصمة عدن والتحشيد المستمر في شبوة وأبين، رغبة منها لعدم إعطاء أي فرصة لإعادة ترتيب أوضاع الشرعية وتوجيه دفتها نحو مجابهة مليشيا الحوثي .
من المتوقع أن تحاول الشرعية خلال الأيام المقبلة أن تستجمع كل قواها لصالح الرد على إبعاد الجبواني، بما يدفع لعدم تكرار الأمر مع باقي عملاء قطر وتركيا، وقد تدفع باتجاه تمكين المليشيات الحوثية من مواقع عسكرية أخرى كأحد أنواع الضغط المضاد، تحديداً بعد أن كثف الحوثي تواجده على محافظة مأرب.
المستفيد الأكبر من الوضع الحالي المليشيات الحوثية التي ستحاول الحصول على مزيد من المكاسب قبل أن تعلن رغبتها في وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب أوراقها واستجماع قواتها، فيما ستكون الشرعية ذاتها الخاسر الأكبر بعد أن فرطت في الجبهات وأضحت مشتتة بين تيارات مختلفة، ما يجعل مستقبلها على المحك.