همس اليراع

تنفيذ اتفاق الرياض هو الحل

بغض النظر عن صدقية استقالات بعض وزراء الحكومة الشرعية التي تنشر هنا وهناك من عدمها فإن واقع الحال يبين أن الحكومة القائمة لم تعد قادرة على القيام بأي فعل يرتقي إلى مستوى المهمات الاعتيادية، ناهيك عن التحديات الراهنة والمرتقبة في ظل الحرب العالمية مع جائحة كورونا (COVID 19 VIRUS) وإصرار أتباع إيران على مواصلة حربهم العدوانية على الجميع.

لن أعلق على قضية الاستقالات التي تناثرت هنا وهناك، من قبل بعض الوزراء، ولا أعتبرها بلبلةً أو تعبيراً عن موقف سياسي ما فالوزير في الظروف الطبيعية هو موظف حكومي متعاقد مع الدولة ومن حقه أن ينهي هذا العقد وفقا لأسس ومبادئ الأنظمة الدستورية والقانونية القائمة في البلد المعني، لكن ما يمكن الإشارة إليه هنا هو أن البلبلة التي تصنعها موجة الإقالات والاستقالات، تأتي كنتيجة طبيعية لتمكن بعض مراكز القوى من تعطيل العمل باتفاق الرياض والإصرار على بقاء هشاشة الوضع السياسي والتنفيذي ومواصلة تعذيب المواطنين في محافظات الجنوب، وعلى رأسها العاصمة عدن، من خلال تعطيل الخدمات وتخريب ما هو قائم ونشر الفوضى والعبث بالملف الأمني لطرح الشعب أرضاً ومن ثم إجباره على التسليم بأجندات حزبية وأيديولوجية معروفة للجميع.

تنفيذ اتفاق الرياض مصلحة وطنية عليا تخدم الحكومة الشرعية قبل أن تخدم أي طرف آخر وأقلها سيعيد للحكومة بعضا من الاحترام الذي كان الناس ينوون تقديمه لها لو أنها نجحت في ملف واحد كالملف الأمني أو ملف الخدمات أو ملف القضاء، أو الوفاء بحقوق موظفي الدولة وأولها المرتبات المتوقفة منذ أشهر، أما استمرار الوضع على هذا النحو في وقت يخوض فيه العالم حرباً استثنائيةً مع وباء يجتاح كل العالم، وبلادنا بلا حكومة فإن المخاطر لا تهدد فئة أو شريحة أو طيف سياسي بعينه أو محافظة معينة دون سواها بل أن الكارثة إن حلت (لا سمح الله) ستكون مهلكة للجميع وحينها لن يكون للعتاب معنى ولا للمحاسبة قيمة، فقد يكون المعاتَب والمعاتِب والمحاسَب والمحاسِب في عداد من تجرفهم الكارثة.

تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل حكومة وطنية كحكومة طوارئ لن يقضي على كورونا وحتى لن يحول دون وصولها إلى اليمن (لا سمح الله) لكنه سيسهم في اتخاذ إجراءات وتدبير وسائل وتنفيذ مهمات تساعد على حشد وتنظيم الطاقات والإمكانيات لمواجهة الكارثة والتقليل من خطرها والحد من آثارها.

ولنعلم أن حكومات دول عظمى وقفت حائرة أمام هذه الجائحة وما تزال تتخبط أمام آثارها المدمرة فكيف سنواجه كارثةً بهذا الحجم المهول بدون حكومة أو بنصف حكومة أو بحكومة مشلولة القدرات مفككة الأعضاء.

نفذوا اتفاق الرياض عاجلاً غير آجلٍ وانسوا حسابات الربح والخسارة فقد لا يتبقى من يربح ومن يخسر إن حلت الكارثة (لا سمح الله)، . . . . نفذوه فهو ورقة التوت الأخيرة لستر العورات المتكاثرة على هذه الأرض المغلوب على أمر أهلها "وأنتم لا تعلمون".