دعوة الشرعية الزائفة للنفير العام تستهدف الجنوب وليس صنعاء

الاثنين 6 إبريل 2020 19:00:00
دعوة الشرعية الزائفة للنفير العام تستهدف الجنوب وليس صنعاء

رأي المشهد العربي

نشرت وسائل الإعلام المحسوبة على الشرعية الأسبوع الماضي خبراً مفاده أن وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي عقد اجتماعاً عسكرياً حضره قيادات قوات الجيش دعا خلاله إلى النفير العام لتحرير صنعاء، من دون أن يكون للخبر أي صدى على أرض الواقع، وكأن ما جاء في الاجتماع هدفه الظهور الإعلامي ومحاولة الإيحاء بأن هناك تحركات تجريها الشرعية تستهدف مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.

لكن بالنظر إلى حقيقة الأوضاع على الأرض فإنه منذ انعقاد هذا الاجتماع يوم الثلاثاء الماضي الموافق 25 مارس، لم تخطو الشرعية أي خطوة تبرهن على أنها ستتجه إلى تحرير صنعاء بل أن الواقع يشير إلى أنها مازالت مستمرة في عملية تسليم الجبهات، وكذلك حشد عناصرها باتجاه أبين في الجنوب في محاولة جديدة لاختراق العاصمة عدن، ما يبرهن على زيف ادعاء وزير دفاعها الذي أعلن صراحة في وقت سابق بأنه لا يريد اقتحام صنعاء وأنه سيكتفي بحصارها.

هناك عدة دلالات لعقد هذا الاجتماع المشبوه في هذا التوقيت، إذ أنه جاء بعد أيام قليلة من إبعاد المدعو صالح الجبواني من الشرعية، وبدا أن وزير الدفاع اليمني قد خشي على منصبه بعد أن تورط في جرائم خيانات متتالية بحق التحالف العربي إذ ذهب إلى تسليم الجبهات في نهم والجوف ومأرب إلى المليشيات الحوثية من دون قتال، وبالتالي فإنه أراد توصيل رسالة للتحالف مفادها أنه سوف يقوم باتخاذ إجراءات جديدة باتجاه مجابهة المليشيات الحوثية.

وكذلك فإن هذا الاجتماع جاء في وقت يحاول فيه التحالف العربي لملمة صفوف قوات الجيش اليمني وتوجيه أسلحته صوب المليشيات الحوثية وليس أبناء الجنوب، وكان لذلك انعكاساته على إبعاد عدد من القيادات والاعتماد على آخرين في محاولة لتنظيم الصفوف، غير أن جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر يعمل جاهداً على إفساد تلك التحركات بما يضمن استمرار الأوضاع في طريق مزيد من التنسيق مع مليشيات الحوثي، وفقاً للأجندة الإقليمية التي أعدتها قطر وتركيا وإيران.

احتفاء وسائل إعلام الشرعية بهذا الاجتماع وتسليط الضوء عليه ما هو إلا مناورة جديدة للتهرب من اتفاق الرياض الذي يؤسس لمواجهة شاملة ضد المليشيات الحوثية تقوم على وجود إرادة سياسية تنعكس على الإجراءات العسكرية، غير أن بقاء الأوضاع كما هي الآن بمثابة إضاعة للوقت لحين الانتهاء من تسليم باقي الجبهات.

تسعى الشرعية إلى كسب مزيد من الوقت حتى تتمكن من نسج علاقات أكبر مع مليشيا الحوثي بما يساعدها على اختراق الجنوب، وهو الأمر ذاته الذي تسعى إليه العناصر المدعومة من إيران، وبالتالي فإن دعوة النفير العام التي وجهها المقدشي ليس مستبعداً أن تكون باتجاه الجنوب وليس صنعاء.