الاعتداء على ذوي الإعاقة.. أجساد منهكة لم تسلم من إرهاب الإخوان
لم يسلم ذوو الإعاقة من الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، على غرار المليشيات الحوثية، على النحو الذي يفضح إرهاب هذين الفصيلين المتطرفين.
ففي جُرم إخواني جديد، نهبت إحدى العصابات المسلحة التابعة لمليشيا الإخوان في تعز أرضية أحد المعاقين، وتسببت له في إعاقة ثالثة.
وقال مصدر بإحدى الجمعيات المهتمة برعاية المعاقين لـ"المشهد العربي"، إن العصابة اعتدت على أرضية أيتام أشقاء المعاق محمد عبد الله سيف، والتي خلفها لهم والدهم منذ سنوات.
وأطلقت العصابة الرصاص على الشاب المعاق خلال محاولته منعهم من البسط على الأرض، حيث تسببت الرصاصات في تهشم وكسر عظام فخذه الأيمن وإعاقته إعاقة ثالثة حركياً.
وطالبت الجمعية التي ينتمي إليها المعاق، بسرعة إلقاء القبض على المعتدين ومحاكمتهم ومعالجة المعاق، داعيةً المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى إدانة هذه الجريمة.
تشبه هذه الجريمة، كثيرًا ما تقترفه المليشيات الحوثية الموالية لإيران ضد ذوي الإعاقة الذين تكبّدوا أفدح الأثمان بسبب الجرائم الحوثية المتواصلة.
وتحمَّل ملايين الأشخاص ذوو الإعاقة سنوات من النزاع المسلح، بل وكانوا من أكثر الفئات تعرضًا للإقصاء في غمار تلك الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفي تقرير بعنوان "مستبعدون: حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن"، تقول راوية راجح كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات لدى منظمة العفو الدولية: "لقد اتسمت الحرب في اليمن بهجومات غير مشروعة، وبعمليات نزوح، وبندرة الخدمات الأساسية، مما جعل الكثيرين يقاسون الشدائد من أجل البقاء على قيد الحياة، وصحيح أن المتطلبات تفوق طاقة العمليات الإنسانية، ولكن الأشخاص ذوي الإعاقة، والذين هم أصلاً من أكثر الفئات تعرضًا للخطر وسط النزاع المسلح، ينبغي ألا يواجهوا صعوبات أكبر في الحصول على المساعدات الأساسية".
وأضافت: "ينبغي على الجهات الدولية المانحة، والأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية العاملة مع السلطات المحلية، أن تبذل مزيدًا من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة حتى على أبسط احتياجاتهم الأساسية".
وبحسب التقرير، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبات مضاعفة في الفرار من العنف، وقد ذكر كثيرون منهم لمنظمة العفو الدولية أنّهم قطعوا رحلات النزوح الشاقة دون أن يكون لديهم مقاعد متحركة أو عكاكيز، أو غيرها من الأدوات المساعدة، وكان جميعهم تقريبًا يعتمدون على أسرهم أو أصدقائهم.
وبالعودة إلى تعز، فإنّ المحافظة دفعت ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، بغية إشعال مزيدٍ من الفوضى على أراضيها.
وصناعة الفوضى الأمنية هي سياسة مشتركة بين المليشيات الحوثية و"شقيقتها" الإخوانية، وذلك عبر افتعال كثير من الأزمات الأمنية ونشر الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من أجل استخدام مزيدٍ من القوة الغاشمة ضد السكان.
ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.