تركيا حاضرة في تصعيد الشرعية بسقطرى
بدا واضحا أن هناك رغبة في إضعاف القوى الأمنية الجنوبية في المحافظة، إذ أن حوادث الاستهداف والاعتقال طالت قيادات جنوبية عدة طالما وقفت صامدة في محاولات أخونة الأرخبيل، وبدا أن الهدف من تلك الحملات إفساح الطريق أمام تمكين مليشيات الإخوان الإرهابية من الهيمنة على الجزيرة المطلة على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي، وهي مناطق يتزايد فيها النفوذ التركي الذي عمل على تدشين قواعد عسكرية إفريقية قريبة من سقطرى.
لم تكن جزيرة سقطرى بؤرة تصعيد إخواني خلال السنوات الماضية وإن كانت بالطبع ضمن أهدافها للسيطرة عليها، غير أن التركيز عليها في الوقت الحالي يأخذ أبعاداً أخرى في ظل التدخل التركي الواضح في الأزمة اليمنية، لأن الجزيرة بنظر تركيا تشكل نقطة تواجد مهمة لدعم قواعدها العسكرية في الصومال، إذ كانت الصومال قد طالبت من قبل بضم جزيرة سقطرى إليها بحكم وجودها ضمن الجُرف القاري لأفريقيا.
تسعى تركيا لتهديد الأمن القومي العربي تحديداً للدول المطلة على البحر الأحمر التي تحاول من خلالها نشر قواعدها العسكرية، وبالطبع فإن المملكة العربية السعودية ومصر في مقدمة هذا التهديد، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون هناك دعم مالي وعسكري ولوجسيتي لمليشيات الإخوان في المحافظة.
وكذلك فإن تحركات مليشيات الإخوان الداعمة لتركيا في الأرخبيل تصب بشكل غير مباشر لصالح أهداف إيران الساعية لإثارة القلاقل والفوضى في البحر الأحمر ضمن خططتها لمواجهة الضغوطات الأمريكية عليها، وذلك ارتكاناً على التعاون المشترك بين تركيا وإيران وقطر، وبالتالي فإن تحركات الشرعية في هذا التوقيت لها أهداف إقليمية أبعد من مجرد سيطرة الإخوان على الجزيرة.
تسعى مليشيات الإصلاح لإحكام قبضتها على سقطرى قبل الوصول إلى قرارات نهائية بوقف إطلاق النار ولعل ذلك ما يفسر تجاهلها مناشدات التهدئة الدولية التي طالبت بها الأمم المتحدة وأيدتها قوى إقليمية عديدة واستجاب لها التحالف العربي الأسبوع الماضي، ما يجعل التحركات الحالية تأخذ وتيرة سريعة وتتصاعد بشكل كبير منذ أن عاد محروس لمزاولة مهام عمله من جديد الشهر الماضي.