الشرعية اليمنية تسير على خطى مليشيات ليبيا

الجمعة 17 إبريل 2020 19:09:00
الشرعية اليمنية تسير على خطى مليشيات ليبيا

رأي المشهد العربي

تواصل مليشيات إخوان الشرعية تصعيدها في الجنوب استعداداً لاجتياح العاصمة عدن، وذلك بعد أن استقدمت40 طقمًا عسكريا، استقرت في معسكر عكد بالمنطقة الوسطى، فيما شهدت الأيام الماضية تحركات مريبة لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في قرن الكلاسي شرق مدينة زنجبار، وهي الحشود التي وصفت بالكبيرة ولم تحدث من قبل بهذا الحجم.

هناك العديد من الأسئلة التي تثار بشأن أسباب هذا التصعيد في الوقت الحالي تحديداً وأنه جاء في وقت تتزايد فيه دعوات وقف إطلاق النار وتنوعت فيه مبادرات إسكات البنادق لمواجهة انتشار فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من مليوني مواطن حول العالم، بجانب أن تلك التحركات جاءت في وقت أعلن فيه التحالف العربي تعليق عملياته لمدة أسبوعين، وهي الفترة التي شهدت تصعيد الشرعية بشكل كبير.

لعل السبب الأول الذي دفع الشرعية لتلك العمليات الإرهابية يكمن في أنه يجري تحريكها من الخارج، وتحديداً من جانب تركيا وقطر وبالنظر إلى الأوضاع الإقليمية المشابهة فإن تركيا استغلت انشغال العالم بمواجهة انتشار الجائحة الصحية وكثفت من دعمها لمليشيات ليبيا المدعومة من حكومة الوفاق، إذ شهد الشهر الماضي وصول أعداد كبيرة من الإرهابيين إلى ليبيا وتمكنوا من التقدم غرباً في مواقع عدة.

تحركات المليشيات في ليبيا جاءت بالتوازي معها تحركات مليشيات الإخوان باتجاه الجنوب، وبدا أن تركيا وقطر تلعبان على وتر انشغال العالم بمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا، وأن الدولتين يدركان أن الأمم المتحدة لن يكون بإمكانها إسكات البنادق وبالتالي فإنهما سعيا لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل الوصول إلى أي اتفاقات سياسية قد لا تأتي من الأساس في ظل هذا التصعيد.

وعلى المستوى الداخلي فإن هناك جملة من الأسباب تترجم موقف الشرعية الحالي، إذ أنها تريد قطع أي صلة باتفاق الرياض الذي جرى توقيعه قبل أكثر من خمسة أشهر، وتحاول أن تفرض واقع عسكري جديد يمكنها من تحسين موقفها، بالإضافة إلى أن الشرعية استكملت مخطط تسليم الجبهات مع المليشيات الحوثية الإرهابية في الشمال، تحديداً في أعقاب تدخل قطر لوقف تقدم العناصر المدعومة من إيران إلى مأرب.

تدرك مليشيات إخوان الشرعية أن القوات الجنوبية تولي اهتمامها بجبهة الضالع التي تحقق فيها انتصارات ضد المليشيات الحوثية وتحاول استغلال الأمر مجدداً في محاولة لاجتياح عدن، غير أنها يبدو أنها نست أو تناست أنها تلقت هزيمة من نفس هذه القوات في نفس الظروف تقريباً قبل ثمانية أشهر.