بعد الحرب الحوثية وإهمال الشرعية.. غول جديد يلتهم بطون اليمنيين
أزمة غذائية جديدة تطرق أبواب اليمن، في وقتٍ يعيش مأساة إنسانية فادحة، نتجت عن الحرب الحوثية القائمة منذ ست سنوات، فضلًا عن العبث الذي تمارسه حكومة الشرعية التي تعرقل مسار حسم الحرب على المليشيات.
منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" حذرت من خطورة وضع الجراد الصحراوي الحالي في شرق اليمن خلال الأشهر المقبلة، وأكدت أنه يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن الغذائي وسبل العيش هناك.
جاء ذلك في تقرير المنظمة الدولية عن حالة الجراد الصحراوي، وتناول التقرير منطقة شبه الجزيرة العربية، مرجحا تدهور الوضع في اليمن.
وتوقعت "الفاو" أن تتسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت أواخر مارس الماضي في زيادة كبيرة لأعداد الجراد في تلك المناطق.
وأشارت إلى أن عمليات المكافحة مستمرة في المملكة العربية السعودية ضد تشكل مجاميع من الحوريات ذات الأطوار المبكرة والمتوسطة في منتصف منطقة الخليج العربي.
هذا التحذير الخطير يأتي في وقتٍ يعيش فيه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية مأساة إنسانية هي الأشد فداحة على مستوى العالم، حسبما توثّق التقارير الدولية.
تزايدت التحذيرات من تفاقم أكبر للأزمة الإنسانية التي تُكبِّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة، في ظل تفاقم الخوف من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفيما تبلغ نسبة ما يتم استيراده من المواد الغذائية 90% من احتياجاته، فقد قال تقرير لموقع "روسيا اليوم" إنّ اليمن وعددًا من البلدان العربية نتيجة ما تستورده يضعها على حافة كارثة غذائية، وبخاصةً أنّ التبعات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا سوف تعرض الدول العربية لخطر المجاعة.
وأضاف التقرير أنّ اليمن يقع ضمن الدول العربية التي تعتبر أكبر مستورد للغذاء في العالم، حيث تعتمد معظم الدول العربية بشكل كبير على واردات المواد الغذائية من الخارج. لذلك، وحال توقف استيراد المواد الغذائية، ستواجه بلدان الخليج تحدي الجوع وخطر كارثة إنسانية كبيرة.
وأشار إلى أنّه ونتيجة لفيروس كورونا فقد أوقفت مجموعة فولكس فاجن لصناعة السيارات مصنعها في روسيا لتوقف بعض مكونات السيارات عن الوصول من أوروبا، وحظرت كازاخستان (وهي أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم) تصدير معظم المواد الغذائية خارج البلاد.
وتابع التقرير: "من الواضح أنّنا على أعتاب اختلال في توازن الاقتصادات العالمية، وتصاعد لموجات الإفلاس، وإغلاق المصانع والشركات وإعلان إفلاس بلدان بأكملها، وسوف تكون ذروة كل ذلك التضخم المفرط في تلك العملات التي تطبع الآن، بلا حدود، بما في ذلك الدولار واليورو والين، لا يستطيع أحد أن يجيب عن سؤال مدى قربنا من هذه النقطة، لكنني أظن أننا ربما على بعد بضعة أشهر، وربما سنوات".
التحذير من أزمة غذائية في اليمن تأتي في وقتٍ يعاني فيه هذا البلد الذي مزقته الحرب الحوثية ، حيث يواجه حوالي 20 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، وفق تقييم الأمن الغذائي الذي أجري أواخر عام 2018، ويحتاج أولئك الناس إلى المساعدات الغذائية العاجلة والدائمة للبقاء على قيد الحياة.
ورغم توفير المساعدات، إلا أنّ حوالي 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إذ يكافحون كل يوم لتوفير الطعام لأسرهم، وبدون جهود برنامج الأغذية العالمي وغيره من الشركاء في المجال الإنساني، يمكن أن يواجه 238 ألف يمني المجاعة.
ويعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.