19 ابريل 2015 م يوم لا ينتسي

اليوم الأحد 19إبريل 2020 تمر الذكرى الخامسة لاستشهاد كوكبة من أنبل الرجال في مقاومة خورمكسر البطلة، ومنهم الشهيد البطل القائد الشبابي فواز باشراحيل والشهيد البطل قناص خورمكسر محمد أحمد أمزربة، والشهيد البطل حافي القدمين سالم علي مقطم والشهيد البطل ساقي الفضيلة خالد العماري الحضرمي، والشهيد البطل الشرطي أحمد الزغلي، والشهيد البطل مروان السعدي وسجل هذا اليوم من عام 2015م يوما مشهوداً مازلت اتذكر بعض تفاصيله البطولية التي سجلتها المقاومة الجنوبية في خورمكسر والتي صمدت في وجه الاحتلال (الحوثعفاشي) الذي غزا محافظات الجنوب، يومها استطاعت المقاومة الجنوبية في خورمكسر من استعادة سيطرتها على كورنيش ساحل أبين.

كانت أيام صمود المقاومة الجنوبية، أيام من تاريخ الجنوب التي لا تنتسى، فمنذ البداية كان هذا الاحتلال الغاشم والغزو الهمجي على موعداً مع تفجر طاقات الرفض الشعبي في كل أزقة وحواري وشوارع مديريات ومدن العاصمة عدن.

ومنذ ما قبل التدخل العربي وإعلان تحالفه الميمون في 24مارس 2015م، التدخل المباشر في رفض التمدد الحوثي، كانت عدن تتنفس رفضا لواقع الغزو الحوثي، فغضبت أحياءها وحوافيها وشوارعها، فزفرت حممها البزكانية لتعلن عن المارد الجنوبي المولود من رحم الثورة السلمية ولكنه ولد بلون الغضب الرافض، ويشمخ بسحنته السمراء المكشرة، وبشكيمة الرجل المتأفف، ليقول للعالم هانحن هنا سنقاوم الغزاة، بأجسادنا، وبكل ما نملك فاض الكيل، ولم يعد أمامنا الا الخيار الاشرف، وهنا انتفضت جدران المدينة بشبابها العابس، وبقساوة وجدية شيوخها لتنفث حممها طاقات الشباب المهملة والمنسية لتحكي عن ثيران بركان طال خموده.

لو حكيت عن بطولات شهدا اليوم الاستثنائي في 19 إبريل تقفز لي حكايات وبطولات شهداء اليوم الذي يليه 20إبريل 2015م، وهم هامات أتذكر منهم الشهيد القائد محمود حسن زيد، ، والشهيد البطل أحمد محمد العبد، والشهيد البطل العميد اليافعي، والشهيد البطل الطفل محمد العزاني، وغيرهم، وهم كثر قوائم شهداء وأيام مشهودة وقصص وحكايات تاريخية لا تنسى.

ولعلي اليوم سأجد ما يمكن ان أسميه متنفسي لاهات دفينة تصعد مع كل ذكريات عالقة في ذهني عن من أعتبره بمثابة أبني وأعني الشهيد سالم علي مقطم، الشاب الحافي، الذي كان بعض شباب الحراك يعرفونه ويدعونه (ربيزي صغير) اتذكر الأيام التي كان يجلس بجانبي أحياناً في أيام الحرب، يحكي لي عن سير الجبهات، وانا قاعد وأمامي جهازي المحمول، في الحوش أبحث عن نسمة باردة، في هذا الركن او ذاك، لان الكهربا مقطوعة، كان بعد ذلك يغادرني متعتقاً بندقيته ذاهبا الى زملائه متهيئاً لبدء هجوماً جديد على الغزاة في أحدى جبهات خورمكسر، بينما أكون منشغلا عنه بالكتابة، انظر اليه وهو مغادراً وقلبي يخفق وعيناي تراقبه من خلف شاشة المحمول.

مازال في حلقي غصة وانا اتذكر أكنت على صواب حين أخفيت عنه ما كتبته عن قصته، وعن حكاية كفاحه البطولي في الحراك السلمي وفي مقاومته للغزو الغاشم حينها، رغم انني لم أذكر أسمه في منشوري، وتزداد حدة الغصة في حلقي، وانا اتذكر أنني أخفيت عنه ذلك، عندما سألني : "ياخال هل كتبت عني صحيح؟!" كنت حينها أخشى عليه أن يتحمس ويتهور أكثر لو علم انني أقصده في منشوري. "الشاب الحافي الذي يصنع الحدث"، تبسم خجلاً يومها، وتحاشى النظر نحوي، لعله يعلم في ذاته انني أقصده. أو لعلني فقط إداري وجعي بذلك.

رحم الله شهداء خورمكسر رحمة الأبرار وكافة شهداء الجنوب في كل مناطق ومحافظات وجبهات الصمود، واسكنهم فسيح جناته،
إنا لله وإنا إليه راجعون