انقلاب على متحدث الحوثي.. كيف تتهاوى المليشيات؟

الأربعاء 22 إبريل 2020 01:50:34
انقلاب على متحدث الحوثي.. كيف تتهاوى المليشيات؟

يومًا بعد يوم، تتفاقم الصراعات والخلافات التي تضرب معسكر المليشيات الحوثية من الداخل، على النحو الذي يُبشِّر بتهاوي هذا الفصيل الإرهابي.

ففي أحدث التحركات في هذا الصدد، توقّفت الصحيفة اليومية الناطقة باسم مليشيا الحوثي "المسيرة" الصادرة في صنعاء عن الصدور الورقي بعد تمرد إدارة تحرير الصحيفة، بدعم من قيادي حوثي, على ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام الموجود في مسقط.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ القيادي محمد عبدالسلام وجه بإيقاف مخصصات طباعة الصحيفة الورقية "المسيرة" التي تصدر بشكل يومي في صنعاء, بعد تمرد إدارة تحرير الصحيفة عليه.

ويرأس عبدالسلام شبكة المسيرة الإعلامية التي تضم قناتين تليفزيونيتين تبثان من بيروت هما "المسيرة" و "المسيرة مباشر" وموقع المسيرة وعدد من المواقع الإخبارية التابعة بالإضافة إلى صحيفة "المسيرة".

وأضافت المصادر أنّ إدارة التحرير انحازت إلى القيادي محمد الحوثي وأحمد حامد (أبو محفوظ) المشرفين على ما يسمى الهيئة الإعلامية للمليشيا التي تضم عشرات المواقع الإخبارية والصحف, وهو ما أحدث تضاربًا بالتوجيهات الصادرة منهما ومن عبدالسلام ما تسبب بخلافات تصاعدت إلى توقف الصحيفة عن الصدور الورقي.

وأوضحت المصادر أنّ إدارة التحرير استمرت بالعمل اليومي بالصحيفة بدعم من الحوثي وأبو محفوظ, وتوزع بصيغة (بي دي إف) في وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت المصادر إلى أنّ عبدالسلام يصدر توجيهات بمنع المقابلات عن بعض القيادات الحوثية في وسائل الإعلام التابعة له.

وتصاعدت حدة الخلافات التي ضربت معسكر المليشيات الحوثية من الداخل، وهي خلافات تندلع في أكثر الأحيان بسبب الصراع على النفوذ والأموال.

وقبل أيام، كشفت مصادر موثوقة أنّ جهاز الأمن الوقائي الحوثي اعتقل قيادات كبيرة من المليشيات، بينها مدير مكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، بتهم فساد ومحاولة انقلاب.

وقالت مصادر "المشهد العربي"، إنّ جهاز الأمن الوقائي وبتوجيه من رئيس اللجنة الثورية العليا اعتقل وكيل جهاز الأمن القومي الحوثي السابق مطلق المراني (أبو عماد)، ومدير مكتب زعيم المليشيات القيادي صالح مسفر (أبو صالح)، إضافة إلى قيادات أخرى.

وأضافت أنّ المليشيات تتهم صالح مسفر باستغلال قربه من زعيم المليشيات وإصدار توجيهات لتعيين عدد من القيادات، التي وصفتها بالفاسدة والخائنة في مناصب قيادية، والترتيب للانقلاب على الجناح الأمني في المليشيات بقيادة عبدالكريم الخيواني.

وأفادت المصادر بأنّ المليشيات استحدثت سجونًا سرية لقياداتها في منطقة الجراف، شمال صنعاء، وبالقرب من مقر الفرقة أولى مدرع.

وبين حينٍ وآخر، تندلع أعمال اقتتال تضرب معسكر المليشيات الحوثية من الداخل، تعبيرًا عن حجم الصراعات التي تحدث بين قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي.

ففي نهاية مارس الماضي، وقعت بمحافظة تعز اشتباكات عنيفة في منطقتي الستين والخمسين الخاضعتين لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وكشفت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، عن اندلاع اشتباكات، بين عناصر حوثية من صعدة وموالين للمليشيات من أبناء المنطقة.

وأرجعت الاشتباكات إلى رفض الموالين للمليشيات الإجرامية، من أبناء المنطقة تكليفات من القيادات الحوثية بتجنيد مجموعة من أبناء المنطقة بهدف نقلهم إلى جبهات القتال في الضالع والجوف والبيضاء.

وأوضحت المصادر أنّ قيادات المليشيات شنَّت حملة اعتقالات للرافضين، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الطرفين، وأكدت أنَّ الطرفين استخدما الأسلحة المتوسطة والخفيفة، مشيرة إلى سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى.

وآنذاك أيضًا، وقع هجومٌ من عشرات المسلحين المتحوثين التابعين لقيادي متحوث يدعى بن طه، حيث اعتدى المسلحون بالضرب على أفراد المليشيا الحوثية وجردوهم من أسلحتهم، في نقطة حوثية بنقيل حدة في مخلاف العود، الواقعة بين محافظتي إب والضالع.

وبحسب مصادر مطلعة، يرجع الهجوم إلى توقيف أحد أتباع القيادي المتحوث "بن طه" في نقطة نقيل حدة، من أبناء منطقة شليل الواقعه شمال الفاخر، ورفضها السماح له بالمرور، بعد عثور العناصر الحوثية على مبالغ ضخمة من العملة الورقية الجديدة ومواد مخدرة في سيارته.

وقالت المصادر إنَّ هناك حالة من التحشيد القبلي بين أتباع قائد النقطة المدعو عبدالله محمد الصباري، والمكنى بـ"أبو عدنان الصباري"، والقيادي المتحوث المدعو بن طه، المنحدر من منطقة شليل، وأضافت أنَّ عددًا من مشرفي مليشيا الحوثي الإجرامية يسعون إلى التهدئة، ورأب الصدع في صفوفهم.

الخلافات تكاثرت بشكل ملحُوظ في الفترة الأخيرة بين قيادات المليشيات نتيجة للانكسارات والضربات القوية التي تلقتها كتائب الحسين الحُوثية في جبهات شمال محافظة الضالع على أيدي القوات الجنوبية.

هذا الأمر عكس حجم الخلافات التي تعاني منها المليشيات الحُوثية، نتيجة الصراع بين قياداتها العسكرية والسياسية المصنفة بـ"القناديل والزنابيل".

وتعيش مليشيا الحُوثي المدعومة من إيران، أزمة داخلية هي الأكبر منذ سنوات، بفعل إتساع فجوة الخلافات بين قياداتها من الصف الأول، وانتقال الصراع بين أجنحتها المختلفة إلى العلن.