صفقات العيسي والحوثي وإيران.. وجهٌ آخر لمؤامرة الشرعية (مستند)

الجمعة 24 إبريل 2020 15:12:26
 صفقات العيسي والحوثي وإيران.. وجهٌ آخر لمؤامرة "الشرعية" (مستند)

يمثل النفط أحد أوجه علامات التقارب المفضوح بين حكومة الشرعية وأذرعها المالية والاقتصادية، والمليشيات الحوثية الموالية لإيران.

هذه العلاقات يلعب دورًا رئيسيًا فيها التاجر أحمد العيسي المعروف بنفوذه الطاغي في الشرعية لعلاقاته مع الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي والإرهابي علي محسن الأحمر.

وفي أحدث علامات هذا التقارب، كشفت مصادر ملاحية أنّ ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي استقبل خلال شهر أبريل الجاري ست ناقلات تحمل على متنها كميات كبيرة من المشتقات النفطية الإيرانية والتي تم شراءها عن طريق التاجر العيسي.

المصادر قالت إنّ الناقلات التي تتبع شركتين مملوكتين لأحمد صالح العيسي نائب مدير مكتب الرئاسة أفرغت 162373 طنًا من المشتقات النفطية بينها 88,454 طن ديزل، و43914 طن بترول، و30000 طن مازوت بقيمة واحد وخمسين مليونا وخمسائة وأربعة وسبعين ألف دولار.

وأضافت أنّ جميع الشحنات المذكورة والتي أفرغت حمولتها في ميناء الحديدة كانت عن طريق شركتي السندباد للملاحة وشركة رويال بلاس للخدمات الملاحية وكلاهما تتبعان أحمد العيسي.

وسبق أن كشفت مصادر اقتصادية أنّ العيسي، يقوم بشراء النفط الإيراني من شركات تابعة للحرس الثوري الإيراني، ومن ثم بيعه وتسليم قيمته للمليشيات الحوثية في صنعاء مقابل ضمان هيمنته واحتكاره لتجارة المشتقات النفطية في اليمن وحصوله على عمولات وفوارق أسعار.

وأظهرت مواقع تتبع ملاحية أن الناقلة "سبليندر" التي أفرغت الوقود للناقلة "سابيلا" تم تعبئتها في ميناء بندر خميني الإيراني، واتجهت إلى البصرة من أجل أخذ أوراق مغادرة على أنها انطلقت من هناك كسرًا للحظر المفروض على طهران.

وأكّدت المصادر الملاحية أنّ ناقلة النفط "سابيلا" تم رصدها وهي تقوم بالتحميل للوقود الإيراني من "سبليندر" في بحر العرب، وبيعه للعيسي خلال شهر أبريل الجاري.

وبحسب المصادر، اتضح أن الكمية التي كانت على متن الناقلة سابيلا تم شراؤها من شركتين إيرانيتين الأولى البراء Albara والثانية شركة max energy ماكس للطاقة والتي باعت بدورها لشركة wellbred Trading DMCC قبل أن تبيع الأخيرة الشحنة لشركة سابيلا التابعة للعيسي.

الشرعية "المخترقة إخوانيًّا" تملك علاقات نافذة مع المليشيات الحوثية، وهذه العلاقات تمثل طعنة غادرة من قِبل حكومة الشرعية للتحالف العربي على الرغم من الدعم الذي قدمه لها على مدار السنوات الماضية.

ويمثِّل الدعم الإخواني للحوثيين السبب الرئيسي في تمكّن المليشيات الموالية لإيران من إطالة أمد الحرب، وإحكام قبضتها الغاشمة على مواقع عديدة.

ففي محافظة مأرب، حيث تتساهل المليشيات الإخوانية وتتيح الفرصة للحوثيين نحو مزيدٍ من التمدُّد، فإنّ المليشيات الموالية لإيران أصبحت قريبة من انتصار كبير يدعم نفوذها الإرهابي، وهو ما يُشكِّك تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي.

وفي تقرير له، حذَّر موقع "ميديا لاين" الأمريكي من سقوط مدينة مأرب شرقي صنعاء، بيد مليشيا الحوثي، معتبرًا أنّه سيكون انتصارًا حقيقيًّا للنظام الإيراني ووكلائه في اليمن والمنطقة.

وأشار الموقع في تقريرٍ له، إلى استهداف الحوثيين قبل أيام، حقل نفط صافر في منطقة صرواح، في محافظة مأرب، وقال إنّ المعلومات تفيد بأنّ بعض زعماء القبائل في مأرب أظهروا بالفعل علامات الانحياز إلى الحوثيين، معتبرين إياهم الفريق الفائز.

وأضاف التقرير: "المحافظة معروفة بطبيعتها القبلية القوية ووفرة الأسلحة، فمن المرجح أن يستغرق الاستيلاء على المنطقة شهورًا إن لم يكن سنوات، مما يؤدي إلى مزيد من تدمير البنية التحتية والنزوح المتكرر لعشرات الآلاف من المدنيين".

وحال سقوط مأرب في قبضة الحوثي، فإنّ المليشيات ستكتسب ميزةً استراتيجيةً حيث أنّهم سيستولون على الموارد النفطية ويكونون قادرين على الالتفاف حول المعسكرات، ما يحد من قدرة التحالف العربي على الهجوم، ويشدد سيطرته على ميناء الحديدة للسيطرة على الشمال بأكمله في نهاية المطاف، وسيكون ذلك بتسهيلٍ كامل مع المليشيات الإخوانية.

وحملت الأشهر القليلة الماضية، كثيرًا من الفضائح التي انهالت على حكومة الشرعية، بعدما ارتكبت هذا الفصيل كثيرًا من الخيانات فيما يتعلق بعلاقاته النافذة مع المليشيات الحوثية.

ويعمل حزب الإصلاح على إطالة أمد الحرب باعتباره مرتبحًا بشكل رئيس من استمرار النزاع الراهن، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى ماليًّا، ومن أجل هذا الغرض يعمل الحزب الإخواني على فتح جبهات جديدة تُمكِّن المليشيات الحوثية من الاستمرار في حربها الشعواء.

المخطط الإخواني في هذا الإطار تضمّن ذلك تقوية علاقاته مع المليشيات الحوثية، وهي علاقات سيئة السمعة مثّلت طعنة غادرة من الفصيل الإرهابي المخترق لحكومة الشرعية بالتحالف العربي، على الرغم من الجهود الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة طوال السنوات الماضية.

وفيما حاول حزب الإصلاح فرض إطار من السرية على علاقاته مع الحوثيين، إلا أنّ هذه العلاقات فُضِح أمرها على صعيد واسع طوال الفترة الماضية، لا سيّما في أعقاب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.

خذلان قوات الشرعية يفتح جبهات قتال جديدة، ويمكِّن الحوثيين من السيطرة على مناطق عديدة، على النحو الذي يهدِّد أمن المنطقة برمتها وليس اليمن فقط.