قراءة في بيان الانتقالي.. كيف يضع النقاط على الحروف؟
وضعت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، النقاط على الحروف بعدما استعرت المؤامرة الخبيثة التي تُحاك ضد الجنوب من قبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني.
ففي الوقت الذي تعدّدت فيه الانتهاكات ضد الشعب الجنوبي من قبل "إخوان الشرعية"، فقد عبّر المجلس الانتقالي عن وقوفه إلى صف شعبنا الجنوبي ومقاومته الباسلة والبطلة، ودعمه للخطوات التصعيدية التي يقودها الشعب في حماية المكتسبات وحفاظا على المنجزات الوطنية.
وقال المجلس: "شعبنا الجنوبي يعاني طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، ويلات ممارسات التعذيب المتعمد من حكومات الشرعية المتعاقبة بسياسة العقاب الجماعي الممنهج) والتجويع والإقصاء، في استمرار للنهج السابق منذ 1994م"، ونبه إلى غياب برامج الإغاثة والتنمية وإعادة الإعمار، مشيرا إلى نهب موارد البلاد والمال العام.
وأضاف: "لم يصل شعبنا أي دعم انساني استلمته هذه الحكومات الفاسدة"، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الجانب.
ولأنّ اتفاق الرياض كان المسار السياسي الذي علقت عليه الآمال من أجل ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فقد تطرّق بيان الانتقالي لما تفعله حكومة الشرعية تجاه الاتفاق، قائلًا إنّ اتفاق الرياض ينص على عودة رئيس حكومة الشرعية، فقط لأهداف ومهام حددها الاتفاق بوضوح، مؤكدا أنها لم تلتزم ببنوده.
وأشار البيان إلى عودة العديد من وزراء ووكلاء وزارات ومسؤولين مرتبطين بشكل مباشر بأحداث أغسطس الماضي، وأضاف أنّ المجلس تجاوز الموقف أملاً في تقديم خدمات للمواطنين، موضحا أنه أبلغ التحالف العربي بالتجاوز، وشدد على أن حكومة الشرعية تجاهلت أداء المهام المنصوص عليها في بنود اتفاق الرياض.
في الوقت نفسه، قال المجلس الانتقالي إنه شريك موقع في اتفاق الرياض، مؤكدا أنه لا شك أن التنفيذ لن يتم بدون الطرف الموقع، ونوه بمنع عودة فريق المجلس في اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض (أعضاء هيئة الرئاسة، رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس ومدير أمن عدن، قائد مكافحة الإرهاب في الجنوب اللواء شلال علي شايع)، في 11 مارس الماضي.
ولفت إلى عدم الرد على الخطابات الرسمية الموجهة إلى التحالف العربي لاستيضاح أسباب المنع، وكشف عن مخاطبة التحالف العربي للتدخل بهدف إيقاف ممارسات حكومة الشرعية واستهتارها بحياة وكرامة المواطنين، مشددا على أن الشعب لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يمارس من تعذيب ممنهج بحقه.
وأضاف "الانتقالي": "على الرغم من تسليمنا لموارد الدولة كاملة لحكومة الشرعية، لم تفِ بما نص عليه اتفاق الرياض من التزامات، لا سيما ما يتعلق بتوفير الخدمات وصرف المرتبات والأجور، وخدمة المواطن".
ونبه إلى تجاهل حكومة الشرعية مواجهة وباء كورونا المستجد، وعدم الاهتمام بتوفير مركز حجر صحي أو معدات وأجهزة لمواجهة خطر الوباء في بيئة صحية لا تتوافر فيها أبسط مقومات العناية الصحية.
وأشار إلى التخاذل الواضح من حكومة الشرعية في التعامل مع الكارثة الطبيعية في العاصمة عدن وتبعاتها، واستهتارها بحياة وكرامة المواطنين، على خلاف ما لمسناه من تفاعلها والصرف المباشر للتعويضات عندما تعلق الأمر بمأرب اليمنية.
بيان الانتقالي حذّر كذلك من استمرار مليشيا الإخوان الإرهابية في عملية التحشيد العسكري، باتجاه شبوة وأبين والعاصمة عدن، وأكّد أنّ حكومة الشرعية تخلت عن شرعيتها، وأنّه لا بد من تطبيق الشق السياسي من اتفاق الرياض.
وشدد على أنها أعاقت جميع سُبل تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى غياب الموقف الرادع من التحالف العربي، وكشف عن إرسال عدة خطابات لقيادة التحالف العربي لإبلاغهم بضرورة عودة قيادة المجلس إلى عدن.
وأوضح البيان أن الخطاب الأخير لإبلاغ الأشقاء في المملكة العربية السعودية، كان يوم الأحد الماضي، خلال الاجتماع المرئي عبر الدائرة التلفزيونية بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، بالإضافة إلى العديد من المخاطبات.
وأكّد البيان على وقوف المجلس الانتقالي الجنوبي إلى جانب قيادة التحالف العربي حتى تأمين المنطقة من التهديدات والمخاطر كافة، مطالبا بتنفيذ اتفاق الرياض بدون "انتقائية".
بيان المجلس الانتقالي جاء في وقتٍ يتعرض فيه الجنوب لمؤامرة خبيثة تستهدف أمن الوطن برمته لا سيّما العاصمة عدن، حيث تواصل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية التحشيد العسكري صوب الجنوب، مستعينةً في ذلك بعناصر من تنظيمات شديدة التطرف.
كما أنّ الشرعية تواصل إهمال الخدمات في الجنوب في وقتٍ تعمل فيه على نهب ثرواته ومقدراته، وقد تجلّى ذلك في السيول الجارفة التي أغرقت العاصمة عدن قبل أيام، وما كشفته من هول الفساد الذي تمارسه قيادات الشرعية، ويدفع الجنوبيون ثمن ذلك.
يُضاف إلى ذلك أنّ "الانتقالي" يجدِّد الالتزام ببنود اتفاق الرياض تقديرًا لدور المملكة العربية السعودية في هذا الإطار وإدراكًا لأهمية المسار في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، وقد عمل المجلس على تفنيد الخروقات الإخوانية للبنود.
هذا الالتزام الجنوبي لا يعني الصمت على الاستهداف المباشر والمروع للجنوب وشعبه وأمنه واستقراره، فالقيادة الجنوبية ستظل مطالبة أمام شعبها بالعمل على التصدي للمؤامرات التي تُحاك ضده.
وفندت الكاتبة والباحثة نورا المطيري، بيان المجلس الانتقالي الجنوبي حول انتهاكات حكومة الشرعية الإخوانية لاتفاق الرياض، مؤكدة أنه كشف فساد وعنصرية الإخوان ضد الشعب الجنوبي.
وكتبت "المطيري"، في تغريدة عبر "تويتر": "بيان الانتقالي يتهم الحكومة اليمنية بالعجز عن توفير الخدمات وصرف المرتبات والأجور، وخدمة المواطن ويؤكد تخاذل الحكومة في التعامل مع الكارثة البيئية الأخيرة في عدن وتبعاتها، واستهتارها بحياة وكرامة المواطنين، واستمرار التحشيد العسكري من قبل مليشيا الإخوان المسيطرة على الحكومة".