الدعوات الدولية لوقف الحرب الحوثية.. الرسالة المنقوصة دائمًا

السبت 25 إبريل 2020 01:43:00
الدعوات الدولية لوقف الحرب الحوثية.. الرسالة المنقوصة دائمًا

دعوة دولية جديدة، جاءت من بريطانيا، طالبت بوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، بعدما دخلت الحرب عامها السادس، وتركت وراءها إرثًا طويلًا من القتلى والجرحى والجوعى والمشردين.

واستغلالًا لشهر رمضان الكريم، طالب كبير مستشاري الدفاع لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بوزارة الخارجية البريطانية، الفريق سير جون لوريمر، اليوم الجمعة، بضرورة التكاتف من أجل إحلال السلام باليمن والعراق وليبيا.

لوريمرعبر قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "اليوم يحل علينا شهر رمضان المبارك في وقت نشهد فيه أصعب أزمة عالمية في حياتنا.. علينا جميعًا أن نتكاتف لأجل إحلال السلام لشعوب اليمن والعراق وليبيا وجميع مناطق الصراع، ونتحد معا للقضاء على كوفيد 19،أتمنى رمضان مبارك للجميع في المنطقة".

وكان المبعوث الأممي مارتن جريفيث قد وجّه رسالة تهنئة للمواطنين بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، ودعا طرفي النزاع إلى أن يكون شهر رمضان الفضيل مصدر إلهام لإنهاء معاناة الشعب، قائلا:"ألقوا سلاحكم، وأطلقوا سراح كل من سلبه النزاع الحرّية، وافتحوا الممرات الإنسانية، وليكن شغلكم الشاغل تتسيق الجهود لمساعدة بلادكم في مواجهة تفشي فيروس كورونا".

وأضاف: "أتقدم بأطيب الأمنيات لكل فرد في اليمن بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك"، وعبر عن أمله في أن يحمل شهر رمضان الكريم منح السلام والتصالح والفرحة، داعيا إلى تعالي الأصوات منادية بالسلام والحق في مستقبل أفضل.

وفي الوقت الذي تحمل فيه مثل هذه الرسائل كثيرًا من الآمال المعلقة على أن تأخذ الحرب استراحة، بعدما أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، وارتكبت العديد من الانتهاكات والجرائم، إلا أنّ الميشيات تبرهن دائمًا على خبث نواياها وعملها على إطالة أمد الحرب.

يُستدل على ذلك بمئات الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية للهدنة التي أعلنها التحالف العربي وانتهت أمس الخميس بعدما استمرت أسبوعين، وعلقت عليها الآمال لوقف الحرب الدائرة منذ ست سنوات.

وقبل أسبوعين، أعلن التحالف العربي على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة 14 يومًا.

وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.

يشير كل ذلك إلى أنّه لا يجب الاقتصار على توجيه رسائل من أجل وقف الحرب، بل يجب الضغط بمختلف الطرق الممكنة على المليشيات الحوثية من أجل إلزامها بالسير في طريق السلام.

ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران كثيرًا من الجرائم والانتهاكات التي صنعت أزمة إنسانية حادة.

وهذا الأسبوع، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى وقف إطلاق النار بكافة مناطق الصراع في العالم وبينها اليمن بأسرع وقت ممكن؛ حتى يمكن التغلب على الأزمة الاقتصادية المتوقعة.

وأطلق البرنامج تحذيرات جديدة، من مجاعة تضرب العديد من بلدان العالم خاصةً الدول التي تشهد نزاعات وأزمات داخلية وهي سوريا واليمن وجنوب السودان وبوركينا فاسو ولبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وإثيوبيا.

وطالب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، الأطراف المشاركة في الصراع إلى تمكين البرنامج من وصول إنساني سريع دون عوائق بتلك البلدان.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أكّد - قبل أيام - أنّ تقريره الأخير أظهر أنّ حرب اليمن قد تتسبب في وقوع 11.7 مليون شخص في الفقر الشديد، وأن فيروس كورونا سيزيد الوضع سوءًا.

وقال البرنامج، في بيان له: "بشكل عاجل وطارئ علينا العمل لضمان الاستقرار والتعافي الاجتماعي والاقتصادي كي يتمكن اليمنيون من تجاوز الوباء والعودة بشكل أفضل".

وتعتبر الأزمة الإنسانية هي المأساة الأشد بشاعة التي شهدها اليمن، منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، بسبب الجرائم والانتهاكات العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي.

وفي وقت سابق، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن أنَّ 80% من السكان بحاجة إلى مساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة.

وقالت اللجنة في بيانٍ لها: "65% من الشعب اليمني البالغ عددهم 30 مليونًا، بالكاد لديه أي شيء للأكل.. و64% من اليمنيين لا يحصلون على الرعاية الصحية، في حين ليس لدى 58 بالمئة منهم مياه نظيفة".

وأضافت أنّ الحرب أجبرت 10% من الشعب على الفرار من منازلهم، مشيرةً إلى أنّ نحو 17.8 مليون في اليمن يفتقرون إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي الملائمة، جراء استمرار الصراع في اليمن.

وأشار البيان إلى استفادة 5,2 مليون شخص من أنشطة "الصليب الأحمر" في مجال المياه والصرف الصحي منذ يناير حتى ديسمبر الماضيين.

ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مآسي إنسانية شديدة البشاعة، وثّقتها التقارير الدولية بفعل تفشي حالة الفقر وتزايد أعداد المتسولين بشكل حاد.

ولوحظ في الفترة الماضية، انتشار مكثف للمتسولين في معظم أنحاء محافظة صنعاء، وهو ينتشرون في معظم الأحياء، يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملًا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية.