الدعوة السعودية للضغط على الحوثيين.. هل تنهي صمت العالم؟
في الوقت الذي دخلت فيه الحرب في اليمن عامها السادس، ووسط مأساة هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، فإنّ المجتمع الدولي مطالبٌ بالضغط على المليشيات الحوثية لإجبارها على الانخراط في طريق السلام.
تعبيرًا عن ذلك، دعت المملكة العربية السعودية، المجتمع الدولي و مجلس الأمن خاصة الاضطلاع بمسؤولياتهم والتحرُّك بكل حزم لإلزام المليشيات الحوثية بقبول وقف إطلاق النار وتفعيله، والانخراط بشكل جدي وإيجابي مع جهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي شامل في اليمن وفقًا للمرجعيات الثلاثة وقرار مجلس الأمن.
وقال مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي في جلسة مجلس الأمن عبر الاتصال المرئي لمناقشة بند "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، إنّ التحالف العربي ورغم الخروقات الحوثية لمبادرة وقف إطلاق النار مستمر في ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وأعلن عن استمرار التزامه بإعلان وقف إطلاق النار ودعم جهود ومساعي الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي شامل.
وأضاف أنّ المليشيات الحوثية المدعومة من إيران لا تزال تثبت للمجتمع الدولي عدم جديتها في تحقيق السلام، من خلال استهدافها الإرهابي للمدن والمدنيين في المملكة ومواصلة هجومها العسكري داخل اليمن، غير آبهين بالحاجة الملحة لمواجهة الجائحة، ومعرضين جهود التهدئة القائمة للخطر.
ودعا مندوب السعودية، المجتمع الدولي و مجلس الأمن العمل مع الأطراف التي تدعم المليشيات الحوثية الإرهابية والمتمردة وتغذي جذور الفتنة والقتل والتخريب في المنطقة، والضغط عليها لكي تتوقف عن هذه الأعمال وتحيد عن سياساتها التخريبية التي تمارسها في اليمن وغيرها من دول المنطقة.
التوجُه السعودي يتناغم مع مطالب ودعوات عديدة، تتحدّث عن ضرورة استخدام المجتمع الدولي لمختلف الوسائل الممكنة للضغط على المليشيات الحوثية وإجبارها على السير في طريق السلام.
وكانت المليشيات الحوثية قد برهنت على خبث نواياها، بعدما ارتكبت عديد الخروقات للهدنة التي كان قد أعلنها التحالف العربي قبل أسبوعين وانتهت أمس الأول الخميس، قبل أن يُجدِّدها شهرًا إضافيًّا.
وأصبح الضغط الدولي على الحوثيين لزامًا بعدما تضاعفت المأساة الإنسانية، وقد سبق أن كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنّ الحرب تسببت في وقوع 11.7 مليون شخص في الفقر الشديد، وأن فيروس كورونا سيزيد الوضع سوءًا.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أكّد - قبل أيام - أنّ حرب اليمن قد تتسبب في وقوع 11.7 مليون شخص في الفقر الشديد، وأن فيروس كورونا سيزيد الوضع سوءًا.
وقال البرنامج، في بيان له: "بشكل عاجل وطارئ علينا العمل لضمان الاستقرار والتعافي الاجتماعي والاقتصادي كي يتمكن اليمنيون من تجاوز الوباء والعودة بشكل أفضل".
وتعتبر الأزمة الإنسانية هي المأساة الأشد بشاعة التي شهدها اليمن، منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، بسبب الجرائم والانتهاكات العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
وفي وقت سابق، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن أنَّ 80% من السكان بحاجة إلى مساعدة من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقالت اللجنة في بيانٍ لها: "65% من الشعب اليمني البالغ عددهم 30 مليونًا، بالكاد لديه أي شيء للأكل.. و64% من اليمنيين لا يحصلون على الرعاية الصحية، في حين ليس لدى 58 بالمئة منهم مياه نظيفة".
وأضافت أنّ الحرب أجبرت 10% من الشعب على الفرار من منازلهم، مشيرةً إلى أنّ نحو 17.8 مليون في اليمن يفتقرون إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي الملائمة، جراء استمرار الصراع في اليمن.
وأشار البيان إلى استفادة 5,2 مليون شخص من أنشطة "الصليب الأحمر" في مجال المياه والصرف الصحي منذ يناير حتى ديسمبر الماضيين.
ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مآسي إنسانية شديدة البشاعة، وثّقتها التقارير الدولية بفعل تفشي حالة الفقر وتزايد أعداد المتسولين بشكل حاد.