اليمن وجائحة كورونا.. هل يلتزم الحوثيون بـهدنة التحالف؟
برهن التحالف العربي على حرصه على حماية المدنيين، متيحًا الفرصة - من جانبه - نحو تحصين اليمن من جائحة كورونا، عبر إعلانه عن هدنة جديدة، تستمر لمدة شهر، في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار، إلا أنّ ذلك سيظل مرهونًا بمدى الالتزام من قِبل المليشيات الحوثية.
المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، أعلن أمس الجمعة، أن قيادة قوات التحالف قررت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر اعتبارا من أمس الأول الخميس.
وقال العقيد المالكي إن: "قيادة التحالف العربي تجدد التأكيد على أن الفرصة لاتزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وانتهت أمس الأول الخميس، هدنة كان قد أعلنها التحالف قبل أسبوعين، إلا أنّ المليشيات الحوثية مارست العديد من الانتهاكات والخروقات لبنود هذه الهدنة التي علقت عليها الآمال لوقف الحرب الدائرة منذ ست سنوات.
وقبل أسبوعين، أعلن التحالف العربي على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة 14 يومًا.
وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.
وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.
ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.
الهدنة الجديدة، أرجعتها صحيفة "البلاد" السعودية، إلى مراعاة الحالة الإنسانية وشهر رمضان الكريم، وقالت إنّ دول التحالف لم تأبه بالخروقات الحوثية اليومية لوقف إطلاق النار، وقررت تمديد الهدنة للتخفيف من معاناة المدنيين.
وشددت الصحيفة على أن تمديد الهدنة سيساهم في تكثيف العمل على مواجهة جائحة "كورونا" ومنعه من الانتشار مع حلول شهر رمضان.
وتوقعت الصحيفة استمرار التصعيد الحوثي خلال شهر رمضان، مبينةً أن دول التحالف ستلتزم بما أعلنته في بيانها الأخير بشأن الهدنة.
ومع تفشي فيروس كورونا في الكثير من دول العالم، وتفاقم حالة الخوف والهلع بسبب هذا الوباء المرعب، فإنّ المخاوف كثرت بشدة من انتشار كورونا في اليمن، الذي يمر ببيئة صحية شديدة الترهل، لا يمكنّها أن تتحمّل مزيدًا من المآسي الصحية.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قد نشرت تقريرًا عن احتمالية تفشي فيروس كورونا في اليمن، استطلعت فيه آراء خبراء منظمة الصحة العالمية وأطباء محليين.
وقالت الوكالة إنَّ معظم المرضى الذين يصابون بالفيروس التاجي الجديد يعانون من أعراض خفيفة فقط، ويتعافون بعد حوالي أسبوعين، مؤكدا أنه يمكن أن ينتشر من قبل أولئك الذين ليس لديهم أعراض واضحة.
وأضافت أن الأطباء في اليمن يعتقدون في كثير من الحالات أن الفيروس قد وصل ويخشون من أنّ الافتقار إلى أنظمة مراقبة المرض يسمح بتفشي الوباء.
وبحسب الوكالة، يخشى الأطباء في اليمن من أن الحرب المستعرة والأزمة الإنسانية ستفاقم من صعوبات تحديد سلاسل العدوى واحتواء الفيروس.
وأشارت إلى تحديد منظمة الصحة العالمية مرفقين لإجراء الحجر الصحي وتشخيص مرضى فيروس كورونا، الأول في صنعاء التي يسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والثانية في العاصمة عدن.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في وزارة الصحة قوله إن الناس خائفون لأنهم يعرفون أن حكومة الشرعية ليست مستعدة، مؤكدًا الحاجة إلى القفازات، والنظارات، وأجهزة التهوية، والأدوية والإمدادات الأخرى.
كما أشارت إلى تصريحات طبيب بأحد المستشفيات، بأنه: "لا يمكنني حتى التحدث عن استعدادنا للفيروس، لأننا لا نملك أي شيء".
ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وسط مخاوف جمة بشأن وصول فيروس كورونا المستجد إلى مناطقهم في ظل بيئة صحية شديدة التردي.