برلمان المؤتمر الشعبي العام!!

تتوالى الدعوات لعقد البرلمان اليمني جلساته في العاصمة عدن، ويبدو أن حظاً من النجاح سيناله الداعون إلى هذه الجلسة التي فشلت عدة مرات بسبب عدم توفر الأغلبية في التجمع عندما كان (المخلوع، الطاغية، الشهيد) يصر على عدم الاعتراف بالشرعية وكان أنصاره يستندون على طغيانه وقوته وكان بعض أطراف الشرعية يتحججون بانقلابه عليها لاستمرار التمسك بنتائج ٧/٧ /١٩٩٤م.

السؤال لم يعد ما إذا كانت الأغلبية ستتوفر وسيعقد الاجتماع أم لا؟ بل إن السؤال الجوهري هو هل سيغير انصار المخلوع من موقفهم ويقرون بخطأ انقلابهم طوال تاريخهم على كل الاتفاقيات والنصوص الدستورية والمواثيق الدولية والمحلية التي وقعوا عليها وأقروا بمشروعيتها؟

والسؤال الأهم هو هل سيعبر المؤتمريون، وهم ما يزالون يمثلون الأغلبية؛ عن تحررهم من ضغط الطاغية ولو لمرة واحدة عن رغبة الشعب، في الشمال والجنوب على السواء؟

وهنا نهمس في آذان الزملاء البرلمانيين (المؤتمريين) بأنه قد حان الوقت ولو لمرة واحدة أن ينصتوا إلى صوت الشعب الجنوبي ويقرروا أنهم فعلا ينتمون إلى الشعب وليس إلى الطغاة والنهابين. ( وأعلم علم اليقين أن كثيرين منهم ليسوا نهابين وإنما يدافعون عن مصالح سواهم من طغاة 7/7).

والسؤال الموجه إلى الزملاء النواب الجنوبيين: ماذا ستقدمون للناخب الجنوبي الذي صوت لكم لست سنوات انتهت في أبريل ٢٠٠٩م في برلمانٍ تجاوز ضعف عمره القانوني؟ السؤال بالتحديد هو: هل ستظلون (كما كانت الغالبية منكم) تابعين لغزاة الجنوب الذين ظلوا يتحكمون في حركاتكم وسكناتكم أم ستختارون ناخبيكم الذين راهنوا على أمانتكم لكن بعضكم خذلهم وتخلوا عن أبسط تمنياتهم.

لا أدري هل سيجرؤ النواب الجنوبيون ومعهم الشرفاء من زملائهم الشماليين، على تقديم قضية الجنوب وطرحها للتصويت في البرلمان المعمر ويختطفون البطولة من الشعب الجنوبي، ويسهمون في تقليص كلفة المواجهة بينهم وبين هذا الشعب والفوز بحل هذه القضية التي هلك في مواجهتها معظم الطغاة وسيهلك من تبقى منهم، لكنها بقيت حية وتزداد كل يوم حياة وحيوية؟ أم إنهم سيظلون مرعوبين من اتهام غزاة ٧/٧ لهم باتهامات هي شرفٌ عالي لكل من يعرف معاني الشرف والوطن والوطنية؟؟

أدعو جميع الزملاء البرلمانيين (شماليين وجنوبيين) إلى أن يتذكروا أن الشعب الجنوبي الذي سيجتمعون في عاصمته التاريخية الجميلة، قد قدم أكثر من ثلاثة آلاف شهيد في ثورته السلمية وضعفهم من الجرحى والمختطفين وبعضهم ما يزال مجهول المصير، كما قدم أكثر من ضعف هذا العدد من الشهداء في مواجهة الغزو الثاني الذي كانت اغلبيتكم جزءً منه ومشاركة فيه، وضعفهم من الجرحى والأسرى والمعوقين وضعف هؤلاء جميعا من المهجرين، واليوم تصرون على أن يستضيفكم بالقوة، هذا الشعب لم يقدم أرواح ودماء خيرة شبابه وكهوله من أجل أن تستمروا في تعميد (وحدتكم) بالدم، بل من أجل أن ينال حريته ويقرر مصيره المستقبلي بإرادته الحرة بعيداً عن الوصاية والتبعية وبعيداً عن ثقافة الفرع والأصل، والمتبوع والتابع، والمنتصر والمهزوم. . . . فهل ستفعلونها ولو لمرة واحدة وإلى الأبد أم أن لديكم ما يكفي من الاستعداد لمواجهة الشعب الجنوبي الذي واجه من هو أقوى وأطغى وأكبر منكم حتى هزمهم عندما كان هو أضعف وأعزل وأقل قدرة.

والله المستعان على الطغاة ومن يفكر بوراثتهم